Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

صور من المجتمع والحياة!!

A A
• تظل الكتابة عشقاً أبدياً تجري في عروق الكاتب مجرى الدم، ورئة ثالثة يتنفَّس من خلالها الصعداء، وتُخفِّف من معاناته الحياتية، ويصوغها للقارئ والمستمع في قوالب إصلاحية؛ تهدف في مجملها إلى خيري الدنيا والآخرة.

• والحكايات والصور التي أوردها في بعض مقالاتي، مررتُ ببعضها في مسيرة حياتي، والبعض الآخر، وقفتُ على حقيقتها، وإليكم شيء منها:

* * * * * *

• لوحظ في الآونة الأخيرة؛ وبعيداً عن الأنظار، وجود لوحات دعائية تُعلَّق على بعض أعمدة الكهرباء، أو بعض جدران المنازل، في معظم الأحياء، مفادها (شراء الأثاث المستعمل)، ويضطر بعض من أجبرته الظروف على الاتصال ببعض هؤلاء: واسمعوا هذه الحكاية التي رواها لي من أثق في صدق حديثه: (أن أحد جيرانه قرر الانتقال من المدينة التي يعيش فيها، إلى المدينة التي تقيم فيها أسرته، وبحكم الخبرة، وعلمي برغبته الانتقال، وعرضه لبيع أثاث منزله، ورأفةً به من المبتزين في شراء الأثاث المستعمل، والأسعار التي قُدِّمت إليه، والتي لم تصل إلى (3) آلاف ريال، وفي جلسة خاصة معه عرضت عليه المشورة التالية: أن ينقل عفشه معه إلى السكن الجديد في بلده، بدلاً من تحايل من يرغب في شرائه بثمنٍ بخس، قال: فكَّرت، لكن ظروف السكن المهيَّأ لي هناك لا يتسع لأثاثي من حيث المساحة والاتساع، ولعلمي أنه ميسور الحال، ويستطيع إيجاد أثاث جديد في بلده، قُلت: قدمه للمستودع الخيري بالحي، وسيوزّعه على المحتاجين والمقبلين على الزواج، ويعتبر ذلك صدقة جارية لك في دنياك وأخراك، وعلمت أخيراً أنه تبرع به للمستودع الخيري، محتسباً ذلك في سبيل الله).

• ونصيحتي لكل مواطن ألا يكون ضحية لتجار الظلام، وإذا دعتهم الظروف للتخلص من عفوشهم القديمة لأي سبب من الأسباب أن يهدوها للجهات الخيرية، أو للجهات المتخصصة في تدويره والإفادة منه.

* * * * * *

• خاتمة:

عندما نصف الماضي (بالزمن الجميل)، إنما نصف معطياته، والبساطة التي كانت تسود الحياة العامة آنذاك، بعيداً عن التكلُّفات وما في حكمها، – وبعد انتقالي – لحي آخر كان أثاثي بسيطاً جداً لم يكلفني نقله شيئاً، لبساطته وضآلة محتوياته، لذا فإنني أنصح نفسي وغيري عدم المباهاة في شراء الأثاث والإكثار منه بما يزيد عن الحاجة، وتغييره في كل عام كما يجري في بعض البيوت، وألا ننظر لمن هم أعلى منَّا، بل لمن هم دوننا.. ولنا في سيدنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين، وصحابته الكرام، أسوة وقدوة حسنة في المأكل والمشرب والمسكن، ولا أقصد هنا التقتير على النفس، فلكل عصرٍ ظروفه ومتطلباته، ومن رزقه الله المال والاستطاعة فلا يبخل على نفسه وأسرته، ومَن يمت إليه بصلة، وأفعال الخير وجهات الإحسان، فالدنيا فانية، وزخرفها إلى زوال، والبقاء لله وارث الأرض ومن عليها.

نبض:

ومن كانت الدنيا هواه وهمّه

سَبتْه المنى واستعبدته المطامع

وبالله التوفيق،،،

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store