Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

الإطار المنطقي

A A
الإطار المنطقي، هو أداة تخطيط يمكن أن تساعد في تقديم نظريّة التغيير والأهداف؛ والأنشطة الخاصة بك، ويُوفِّر الإطار المنطقي خارطة طريق للمشروع، ويساعد في ضمان استيعاب موظفي المشروع والمانحين والشركاء والمستفيدين من المشروع لنفس الفهم لأهداف المشروع وغاياته، وينبغي أن يتسم كل من الإطار المنطقي وخطة المتابعة والتقييم بالمرونة، وأن يُعاد النظر فيها بانتظام، ومن خلال مراجعة هذه الوثائق باستمرار طوال دورة المشروع، يمكنك التأكد من مدى عكسها للأهداف والسياقات المتغيرة. نهج الإطار المنطقي هو اختصار لـ Logical Framework Approach، ويعتبر نهج الإطار المنطقي (LFA)، أداة رئيسية للعاملين في القطاع الإنساني والتنموي لعقود من الزمن، ولكنها ما زالت مصدر إرباك للكثيرين، حيث تعتبر أكثر من كونها مجرد أداة ينبغي أن يتم ملء الفراغات ضمنها، ومن الجيد الإشارة إلى أن الإطار المنطقي كانت أول محاولة لسرد مكونات المشروع، بحيث تربط الأنشطة، المخرجات، الغايات، والهدف، ويعتبر الإطار المنطقي، نهج مصمم لإنشاء مشاريع تُحقِّق أفضل النتائج الممكنة للفئات المستهدفة، والمستفيدين من المشروع، حيث يوضح الإطار المنطقي، أهداف وغايات المشروع بالإضافة للمخرجات والأنشطة، ويوضح كيف سنقوم بقياسها في كل مستوى، كما يبحث في العوامل الخارجية -الافتراضات- لمنحنا منطقاً يوضح كيفية ارتباط المشروع بالمجتمع.عند استخدام الإطار المنطقي، من المهم أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:

1. ما هي المشكلة التي ستساهم في حلها (الهدف - Goal).

2. ما ترغب في تحقيقه (الغايات - Outcomes).

3. المخرجات المباشرة الفورية المرتبطة بالأنشطة (المخرجات - Outputs).

4. كيف تقترح القيام بذلك (الأنشطة - Activities).

وكذلك يفيدنا الإطار المنطقي في العناصر التالية:

1. بإظهار المؤشرات التي سيتم تحقيقها (المؤشرات).

2. ووسائل التحقق من المؤشرات (مصادر البيانات).

3. والافتراضات.

وتكمن الإشكالية دوماً في الخلط بين المخرجات والغايات، (اصطلاحاً هدف المشروع قريب المدى)، حيث يعتبران مصطلحان متشابهان إلى حدٍ كبير، مما يجعل الخلط بينهما وارد في كثير من الأحيان.

فالمخرجات (Outputs)، هي المخرجات المباشرة الفورية المرتبطة بأي مشروع، أو بالأحرى ما حققه العمل على المدى القصير، أي طالما أكملت أنشطة المشروع، ستظهر المخرجات، وعادةً ما تكون المخرجات ملموسة وسهلة القياس، ويمكن أن تتحكم المخرجات في مدى نجاح الوصول إلى الغايات أو عدمها.

ومن الأمثلة على المخرجات: البرامج، والدورات التدريبية، وورش العمل، وغيرها.

أما الغايات (Outcomes)، فلا تظهر مباشرة بعد انتهاء نشاط المشروع، عادةً ما تكون نتيجة لمخرجات المشروع، أي أن استكمال أنشطة المشروع لا يضمن تحقيق الغايات، وهذه الغايات غير ملموسة، ويصعب قياسها في أغلب الأحيان، لكنها تُعد أهم من المخرجات في المشاريع، فهي الدليل على نجاح المشروع أو فشله، لأنها السبب وراء القيام بالمشروع من الأساس.

بقي أن نقول، بأن كليهما يصف التغييرات على مستويات مختلفة في المشروع، وكليهما يكمل بعضهم البعض، فلا يوجد غايات من دون مخرجات، ولا يمكن اعتبار المخرجات مخرجات؛ إن لم تحقق الغاية منها، لذلك أنصح بأن نُركِّز دائماً على الغايات، وأن نكون مستعدين لأي تغيير أو تعديل على المخرجات، لضمان الوصول إلى الغايات المرجوة بإذن الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store