Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

مناورات الانتخابات الأمريكية..!

A A
العالم يتغير ولكن لعبة الانتخابات الأمريكية لم تتغير منذ زمن طويل.. تعتمد على ضخ الأموال والوعود البراقة وتجييش الإعلام لتضليل الناخبين.

بعد طي صفحة الحرب الباردة وعمل ترتيبات مع روسيا كان الساسة في واشنطن يظنون إنها ستدوم وتفاجأت -أمريكا وليس العالم- بانقلاب الروس على كل ما يترتب عليه إضرار بمصالحها وأمنها القومي.. كان الحوار بعد تحطيم جدار برلين وتوحيد ألمانيا في أوساط المنظرين للسياسة الامريكية مبني على عدد من الرؤى والأطروحات منها صراع الحضارات للكاتب هنتنقتن ونهاية التاريخ للكاتب فوكوياما ولم تكن الصين في تلك المرحلة على شاشة الرادار الأمريكي ذات أهمية.

مجيء الرئيس ترامب الذي لم يعرف كيف يستفيد من نجاحه المفاجئ في الانتخابات خلق فوضى وحماقات لم يكن لها لزوم وفي النهاية خسر رهان الانتخابات لولاية ثانية وكاد يعمل إنقلابًا في أمريكا.

مجيء الرئيس بايدن بعد ترامب لم يكن خيارًا موفقًا للولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول ولحلفائها حيث برزت هشاشة الوضع الأمريكي الداخلي وتخبطها في السياسة الخارجية مع الصين وروسيا ودفعت بأوكرانيا لاستفزاز روسيا وآخر تطورات الوضع من خلال حلف الناتو وضعت العالم على حافة حرب كونية ثالثة واتخذت خطوات أضعفت علاقاتها مع أصدقاء تقليديين في منطقة الشرق الأوسط وأهملت أفريقيا وأمريكا اللاتينية والآن في مرحلة الانتخابات تحاول إدارة بايدن لي أذرعة البعض في العالم العربي لكسب اللوبي الصهيوني لدعمها في الانتخابات دون مراعاة إن الأوضاع تغيرت وأن ما كان سهلاً في الماضي أصبح عصي المنال في ظل التحولات السريعة التي تشهدها الدول لأن الكل أصبح يفهم لعبة المصالح والسيادة وطرق نجاح التنمية ورفض الابتزاز والاستفادة من برامج التعليم..

والنموذج القيادي في العهد السعودي الجديد ورؤيته 2030 وبرامجها التنموية العملاقة لتنمية مستدامة تقلل من اعتمادها الكلي على البترول.. وإذا كان البعض طبع مع إسرائيل بدون ثمن فإن السعودية غير ولن تفعل ذلك في نظري ما لم تتحقق مطالب مشروعة وغير قابلة لمساومات الانتخابات الأمريكية لأن أصول اللعبة تغيرت والثوابت لم تتغير والتأكيد عليها شرط ملزم..

والمراقب المدرك لمناورات السياسة الأمريكية يعلم أن الوضع الداخلي لديها يعاني من هشاشة تتطور باستمرار إلى الأسوأ برغم قوة الاقتصاد والسلاح.. والشعب الأمريكي في الانتخابات القادمة حتى اللحظة مخير بين ترامب الفوضوي وجمهوره الشعبوي الذي يهتف لشعار أمريكا أولاً.. وبايدن العجوز الذي تحيط به الضغوط من كل جانب.

الحقائق البارزة على المشهد الدولي تنذر بأن النظام العالمي مهدد بالانهيار والسبب إخفاق السياسة الأمريكية وتخبطاتها حتى أصبحت القوى الفاعلة في السياسة الدولية تبحث عن البدائل الممكنة من خلال تحالفات جديدة مبنية على تبادل المصالح وبدون التخلي عن الثوابت وبعيدًا عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعاني من تغير المواقف والالتزامات كلما أتت إدارة جديدة في البيت الأبيض تضع ملفات القضية الفلسطينية على الرف حتى يحين موعد كازينو الانتخابات ويعود المرشحين من الحزبين لتجنيد فزعة اللوبي الصهيوني سعيًا لكسب أصواتهم في الانتخابات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store