Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الدين والعناية بالحرمين الشريفين!

A A
أُشِيد بالأمر الملكي الكريم بتعيين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس رئيساً للشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بمرتبة وزير، وكذلك بتكليف الدكتور توفيق الربيعة رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامّة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأتمنّى لكليهما السداد في مهمّتيهما الوطنيتيْن الجديدتين.

وهكذا، ولأول مرّة في التاريخ السعودي العظيم تُفصل رعاية الشؤون الدينية في الحرمين الشريفين عن العناية الفنية والإدارية واللوجستية بهما كأهمّ مرفقين في الدنيا وليس في العالم فقط.

وهذا من وجهة نظري هو الإجراء الأصح، وليس هناك أفضلية لأحد هذين المسؤوليْن عن الآخر، لكنّ أحدهما مؤهل أكثر للشؤون الدينية، لا أكثر ولا أقلّ، وهو الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس.

أمّا الآخر، وهو الدكتور توفيق الربيعة، فهو مؤهل أكثر لهذه العناية ببناء عظيم جرى في مراحل مختلفة للحرمين الشريفين، وأوسعه وأحدثه ما جرى خلال العهد السعودي، وهذا البناء يحتاج لمتابعة متخصّصة من متخصّصٍ فيه، فهو مِرفق ليس مثل المرافق الأخرى، ويحتاج لفكر قابل للتطوير والابتكار أكثر ممّا هو مُطوّر ومُبتكر، وللتحسين أكثر ممّا هو مُحسّن، ويحتاج لفنّ خارق في إدارة الحشود المليونية التي تتوافد عليه بلا انقطاع، وتوسعات عمرانية متلاحقة ومترابطة ببعضها البعض رغم اختلاف زمن بنائها، ومدروسة هندسياً بشكل احترافي وقمّة المهنية، وصيانة دائمة لا تتوقّف ٢٤ ساعة طيلة الدهر، واستعانة بالتقنية الحديثة التي لا غنى عنها في كلّ المرافق، وبرامج متعاقبة لتجهيزه لاستقبال أفواج الحُجّاج والمُعتمرين والزائرين مع تضاعف أعدادهم بما يتماشى مع رؤية المملكة خلال العقود القادمة المُفعمة بحول الله بالحيوية والنشاط.

والمهمّة صعبة لكلا المسؤوليْن، لكنّها ممتعة ومثيرة، وهي الأعظم في السيرة الذاتية لكلٍّ منهما، وفيها أجر كبير لا يعلمه إلّا الله، والدين مقدّس، والعناية بمرافق الدين مقدّسة، وفي كليهما وعلى الخير وبالبركة فليتنافس المتنافسون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store