الفخر والتواضع !!

الجميع يمر بتجارب قاسية وصعبة، وبعض الناس هذه التجارب تزيدهم تواضعاً، ويصبح من سماتهم الشخصية المصاحبة لهم، وبعض التجارب القاسية تجعل من البعض عنيداً، ويصبح مرافقاً لهم في بقية حياتهم، ولكن من الصعب على الشخص العنيد أن يتعلم شيء.

عرف الفخر بأنه يهتم بمن هو على صواب، بينما التواضع يهتم بما هو صواب، فالفخر يجعل الناس يبررون لأنفسهم، حتى وهم يعلمون أنهم على خطأ، وهذه دائما ما تكون البداية فقط! لأن هناك تأثير سوف يتركه الفخر على الشخص مثل:

• اللوم، بدلاً من تحمل المسؤولية، يؤمن بأن شخصاً آخر على خطأ متى لا تسير لصالحه.

• الإنكار، بدلاً من أن يكون موضوعي وواقعي، لا يواجه الحقيقة، ويتجاهل ما هو واضح للآخرين.

• ضيق الأفق، بدلاً من أن يكون ذو عقل متفتح ومتقبل، دائما يكون في وضع دفاعي يرفض الأفكار الجديدة والتحسين.

• الجمود، بدلاً من المرونة، إما أن نفعل الأمر بطريقتي، أو أنا خارج الأمر، نجاحاته الماضية تأسره وتعطله.

• عدم الثقة، يضخم نفسه ويقلل من شأن الآخرين، ليست لديه ثقة في نفسه، يأخذ الفضل ويلقي باللوم على الآخرين، ويبعد أفضل الأشخاص لديه.

• الانعزال، بدلاً من أن يكون متصل، لا مع نفسه ولا مع عائلته ولا مع مجتمعه، ولا مع عملائه، يظن أن كلاً يدور حوله، بينما في الحقيقة الأمر يدور حول الآخرين.

هل أي من هذه الصفات تنطبق عليك؟!.

إذا كان الجواب نعم، حتى ولو لصفةٍ واحدة، فثق تماماً بأنك لا تدرك معنى التواضع اللازم، ولم تعمل به، وأنك بحاجة إلى المزيد من روح التعلم، وإلى إنهاء التفاخر والتنافسية في علاقتك بالآخرين، وكن على وعي تام بأنك تضع الآخرين على الحافة، وعندما تفوز ليس بالضرورة أن تُخبر الآخرين بهذا الفوز، والشيء الجميل دائماً بأنك تستطيع أن تتغير، متى ما أردت ذلك، ومدى قناعتك بأنك بحاجة إلى أن تتحول من خبير إلى متعلم، وحاول لا يطول هذا القرار لديك لاتخاذه، لأن هذا التفاخر سوف يصل بك إلى الغرور، الذي سيُصعِّب طريقك في الحياة، وفي تقبُّل الآخرين لك.

التواضع بالنسبة لنا، هو معنى للمزيد من فرص التعلم في الحياة، ولا بد أن نعرف بأننا مهما بلغنا من مراحل العلم، هناك من هو أعلم وأعرف منا، يقول الحق في كتابه العزيز: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾، ويقول تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً﴾.

(تذكَّر جيداً ودائماً بأن النهاية لا البداية؛ هي أكثر ما يهم في الحياة).