حديث الأربعاء، هو حديث مكان مسكون بالهدوء والأمل، الذي ينتظر اليوم الذي يأتي بعده، وذكرياتي الجميلة عنه ومعه، والتي حملتني بالصدفة لأكتب لكم في هذا اليوم، هي ذكريات قديمة لمكانٍ كتب فيه الكبار عبر هذه الصحيفة الموقرة، في زمنٍ كانت الصحيفة هي مصدر الحبر والخبر، وكل الأنباء السعيدة التي كان ينتظرها القارئ بفارغ الصبر، ليشتري صحيفته، ويحملها في يده، ليقرأ فيها كل ما يهمه، يوم كان الكُتَّاب يتنافسون على الإبداع، الذي لم يكن شيئاً عادياً، كما لم تكن الصحيفة سوى مكان فخم يضم النخبة، تلك الأيام دارت وجاء اليوم الذي ذهب ببعضها، وبقي البعض يصارع البقاء..!!
ليبقى الأربعاء حاضراً بكل ما فيه من ذكريات مع الفرح، مع الحب، وحتى مع الحزن، الذي بات جزءاً من حياتي!! ويصبح الأربعاء هو يوم همزتي ويوم بهجتي، ويوم لقائي بقارئاتي وقرائي الكرام، الذين كانوا يتابعون ما أكتبه لهم في يوم الأحد، و(لا) فرق عندي بينهما، لإيماني بأن قرائي وقارئاتي سوف يجدون مكاني..!!
(خاتمة الهمزة).. بعض القراء يسألون عن المدينة الورقية!!، والتي أصبحت اليوم مدينة رقمية حافلة بكل جديد، وجميلة تلبس الحسن في حلة جديدة، لتبقى المدينة مع التطوير ومع التغيير ومع كل ما يهم قرائها ومحبيها، هكذا هي المدينة الفاتنة، التي نذرت للحب حياتها، وظلت تمارس إغراء القارئ وتتربص بكل الأخطاء ليس إلا من أجل هذا الوطن الجميل.. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
