* كان صوته الشجي يغرد: (حَيَّ على الفلاح) وأركان «طَيْبَةَ» كلها تردد، فيما تستقبله فرحاً مشاعر أهلها وزوارها، فيسكن قلوبهم وتعانقه مبتهجة نبضاتها، ولأن الله تعالى قد رزقه نقاء الإيمان، والتواضع والحكمةَ والكرم وعفةَ اللسان؛ فقد فاز وبإجماع بحب مجتمع المدينة يحضرونَ مجلسه فيجدون فيه نبعاً للقيم والفضيلة، ومدرسة تنشر الخير والعـلم والإيجابية، وتنادي بالأخلاق والثوابت والإسلامية.
*****
* إنه (الرَّيس مصطفى بن عثمان بن حسـن النعمان)، الذي يُعدّ من أشهر مؤذني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث عين عام 137هـ، ليستمر في تلك المهمة الشريفة لنحو (56 سنة)، وذلك حتى وفاته، التي كانت عن عمر ناهز الـ(81)، حيث صُلِّى عليه في الحرم النبوي الشریف فجر يوم الخميس الـ17 من رمضان عام 1434هـ، وشيَّعه مئات الآلاف من محبيه، المصلين، ليدفَن -رحمه الله- في بقيع الغرقد.
*****
* هذا ما أكده كتاب (صوت في الأرض، وصيت في السماء) الذي صدر قبل أيام، مسلطاً الضوء على جوانب من السيرة العطرة لذلك (العَلَم الإنسان)، حاملاً الكثير من القيم الإنسانية والتربوية النبيلة التي زرعها -غفر الله له- من خلال علاقاته ومواقفه الأسرية والحياتية، وكذا من وحي تعاملاته مع المحيطين به، وكان من عناوين ذلك: (بِرُّ الوالدين، والمودة والرحمة، والخيرية مع الأهل، والحرص على صلة الأقارب، والقيادة وتحمل المسؤولية، يُضاف لذلك رصد صفحات من طلبه للعلم وعشقه للقراءة، ورحلاته، أمام الأهم عند «الريس مصطفى» فمهمته المقدسة في رفع الأذان في ثاني الحرمين الشريفين، التي جعل منها رفيقة للعمر، منهجَ حياة).
*****
* ذلك الكتاب) تميَّز بابتعاده عن النمطية في إخراج «السِّير الذاتية»؛ فقد ركز كما ذكرت سابقاً على المسارات والفصول الإنسانية لـ(الشخصية)، كما أنه أتى بأسلوب روائي رائع، وبلغة أدبية رفيعة ورشيقة، أبدع في رسم حروفها وزخرفة وتلوين كلماتها المؤلف الدكتور عثمان بن الريس مصطفى النعمان، إضافة إلى أن مادته جاءت بشهادة صادقَة وحيَّة من أصدقائه ونخبة ممن عمل معهم أو زاملهم، وقبل ذلك من أبنائه وأسرته الكريمة بقيادة الابن الأكبر الأستاذ محمد النعمان؛ فالشكر كله لجميع من ساهم في خروج ذلك الكتاب الثمين، راجياً دعم مثل تلك الإصدارات، التي أراها مهمة جداً للتعريف برموز المجتمع وفصول من تاريخه، وسلامتكم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
