Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

حق جانغ سُو علينا يا هلال!!

A A
أستغرب من نادي الهلال، وعلى قمّة هرمه رئيسه الناجح الأستاذ فهد بن نافل، أن يُقدّم كلّ لاعبي ناديه العالميين الجُدُد للجماهير السعودية، في حفلات أسطورية أشبه ما تكون بحفلات الافتتاح الرسمية لبطولات كأس العالم لكرة القدم، ثمّ لا يُقدّم في نفس الوقت -من باب التكريم- لاعبه الكوري الجنوبي جانغ هيون سُو، وهو الذي قد خدم الهلال لعدّة مواسم، بتكلفة تعاقد أقلّ بكثير من نظيراتها الخاصّة باللاعبين الجدد، وأبدع في خطّ دفاعه، وغطّى كثيراً على أخطاء ومناكفات زميله في خطّ الدفاع علي البليهي، بل وسجّل بعض الأهداف الحاسمة، وما زال مهنياً في ملاك الهلال حسب معلوماتي، ثمّ أُصِيب بمرض السرطان، شفاه الله، الأمر الذي أوقفه مؤقتاً عن اللعب لتلقّي العلاج الكيماوي فالإشعاعي ضمن رحلة علاج عساها تكون قصيرة من هذا الداء العُضال.

وكرة القدم ليست رياضة خالية من الإنسانية، أو قليلة الإنسانية، بل هي كاملة الإنسانية، وابْتُكِرت في الأصل لخدمة الإنسانية، وإسعاد الإنسان، وإبعاد هموم الدنيا عنه، وترفيهه وتسليته عمّا يمسّه من أتراح وأحزان.

واللاعب المحترف وإن كان يتقاضى أجراً عالياً مقابل احترافه، إلّا أنّه يكاد يُميت نفسه في الملعب في سبيل إسعاد جماهيره، واللاعب المريض أولى من اللاعب السليم بالتكريم في العُرْف الكروي، وسُو قد استمات دفاعاً عن الهلال، وربّما بنفس استماتته في صفوف منتخب بلاده كوريا الجنوبية، ولو قدّمه الهلال الآن تكريماً له، لكانت لفتة عالمية منه تجاه لاعبه الآسيوي الأصيل.

وهذا فيما لو تمّ ليس بغريب عن عادات السعوديين الأصيلة، بما فيها من وفاء وإخلاص وتقدير للمميّزين، ولو كانوا غير سعوديين، وتقريباً بين الشعوب، وزيادة التعارف والأُلْفة بينها، وكوريا الجنوبية دولة صديقة ومُسالِمة، وكأيِّن من مشروعات تنموية قد نفّذتها في بلادنا بنجاح وإخلاص، خصوصاً في مجال تحلية المياه المالحة التي كان لها نصيب كبير من مشروعاتها في مختلف سواحل المملكة.

هذا حقّ جانغ سُو علينا يا هلال، ولا أزيد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store