Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

المسؤولية والتعليم

A A
الكثير منَّا يظن أن المسؤولية شيء يُعطَى لنا عن طريق أشخاص آخرين في موضع السلطة، مثل الوالد أو أصحاب العمل، ولكن المسؤولية هي شيء؛ علينا أن نكون على استعداد لنتحملها، لأن المسؤولية أهم مقدرة يمكن أن يمتلكها شخص، وثق تماماً لا شيء يحدث لنقدم إمكانياتنا حتى نأخذ خطوة إلى الأمام، ونعي ونردد قول: أنا مسؤول، وإذا لم نتولَّ المسؤولية، فنحن نتنازل عن السيطرة على حياتنا، وهذا يعني بكل تأكيد أنه يجب تولى مسؤولية حياتنا، وتصرفاتنا، وأخطائنا، ونموّنا المستقبلي، ونستزيد بالتعلم، لأن هو من يجعلنا قادرين على الفوز في أغلب الأحيان.

في الرياضة، عندما يضع اللاعبون أنفسهم في المركز الصحيح، يكونوا قادرين على اللعب بنجاح، وذلك ليس ضماناً أنهم سيلعبون جيداً أو يفوزون، ولكنه أحد مقومات الفوز، في كل مرة من الفشل، نستطيع أن نختار أن نضع أنفسنا في مكان تحمُّل المسؤولية المؤلم، لكنه من المحتمل أن يكون مربحاً، لكي نتخذ إجراءات صحيحة لنجاحنا، بدلاً من تجنب ألم المسؤولية المؤقت واختلاق الأعذار، وتذكَّر بأننا قادرون أن ننظر إلى فشلنا ونتعلم منه، وكنتيجة لذلك، لن نكون عرضة لإرتكاب الخطأ نفسه مرة ثانية، فالانسحاب من المسؤولية لن يعطينا فرصة اختبار فشلنا وأسبابه، ولن نتعلم شيئاً من هذه التجارب، وسوف يعود الفشل والأخطاء وتلاحقنا، ولكن قد تكون بشكل أكبر في المستقبل، ولا يمكن التغلب عليها بسهولة مثلما كانت في البداية.

ماذا يحدث عندما نتحمل مسؤولية حياتنا:

1- أول خطوة للتعلم، بأن تتحمل مسؤولية نفسك وتعليمك، وكلما فعلت ذلك مبكراً، كانت النتائج المحتملة أفضل، إذا أردت أن تحقق نجاحاً مميزاً وأنت في الخمسين من عمرك، لابد أن تقرر ذلك وأنت في الخامسة والعشرين من عمرك.

2- نرى الأمور في نصابها الصحيح، فتحمُّل المسؤولية لا يعني أن نقسو على أنفسنا بشدة، وأن ننظر للحياة بسلبية، بل يعني أن نكون مستعدين لرؤية الأمور من منظور أفضل، وثق تماماً أنه لا يوجد أمر يمكن أن يدمر حياتك إلا أنك سمحت له بذلك أولاً، وأن الفشل والمشاكل والصعوبات يمكن أن تعثّرك وتأخّرك، ولكن لا يمكنها أن توقفك عن تحقيق أهدفك.

3- نتوقف عن تكرار فشلنا، الفرق بين الذين ينجحون وغيرهم، ليس الفشل، لأن الجميع قد يفشل، إلا أن الذين يتحملون مسؤوليات أنفسهم يتعلمون ولا يكررون فشلهم.

4- نصبح أقوى، كل صدمات الحياة وعثراتها وفشلها، هي نقطة انطلاقة جديدة للأمام، وخطوات تحمل معها القوة الكافية لمواجهة المزيد، خبرات وتعلم وحكمة، تحقق بها ما يُشبه شخصيتك الحقيقية.

5- ندعم كلماتنا بسلوكنا، تحمُّل المسؤولية أن تتأكد بأن فعلك يقف في صف واحد مع قولك، ويدعم قراراتك، وإذا كنت مستعداً لوضع اسمك على أي شيء تفعله، فذلك يشير إلى مستوى عالٍ من النزاهة الشخصية. (إذا كنت لا تستطيع أن تنجز كل أعمالك المطلوبة يومياً لتحقيق أهدافك، ابحث عن مهنة أخرى).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store