Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

التحسُّن !!

A A
يظل معظمنا يلاحق مواقع التواصل الاجتماعي لكي يتابع ويواكب الأحداث المحلية والوطنية والعالمية أيضاً، وبين هذه المواقع والأدوات نتنقل نتابع ونشاهد ونشارك مرة أو مرات عديدة، وسهولة وصول المعلومات أصبحت عامل رئيسي في متناول الجميع بمختلف فئاتهم العمرية وخبراتهم وعلمهم وثقافاتهم، وهذا الأمر أعطى مردوداً إيجابياً بشكل كبير، وأيضاً مردوداً سلبياً على البعض، وكل منَّا قرر في أي جانب يكون!!.

لا توجد طرق مختصرة للمثالية نعم، أغلبنا لا يتوقع تحقيق المثالية في معظم الأمور، لكن نريد أن يكون أداؤنا عند أعلى مستوى، وهذا يتطلب التحسُّن، وعندما نرتكب الأخطاء أو الفشل أصعب شيء أن نعترف بهذا الخطأ، وعند عدم الاعتراف نقوم غالباً بفعل أحد الأمور التالية:

- الانفجار: نتصرف بغضب، واستياء، ولوم، ونحاول التبرير، والتعويض.

- الإخفاء: نحاول إخفاء أخطائنا لحماية صورتنا وأنفسنا، مَن يرتكب خطأ ثم يُقدِّم له تبرير، فقد ارتكب خطأين.

- التراجع: ننسحب، ونبدأ في الابتعاد عن أولئك الذين قد يكتشفون خطأنا.

- الاستسلام: نترك الأمر، ولا نحاول معالجة الخطأ بطريقة صحيحة.

لم ينتهِ العصر الحجري لأن الحجارة نفذت من الناس، بل انتهى لأن الناس استموتوا في التعلم والتحسُّن، وأن الرغبة موجودة دائما داخل كل الناجحين، وسعيهم لتحسين الأداء يوماً بعد يوم هو سمة جينية داخلهم، ولكي نبدأ بالتحسُّن، لابد أن نبدأ من خلال الآتي:

1- تحسين نفسك، هو الخطوة الأولى لتحسين كل شيء آخر، وهذا ما يميز القادة عن الأتباع.

2- التحسُّن يتطلب أن نخرج من منطقة راحتنا، فالأمان لا يأخذنا إلى الأمام، وثق تماماً بأن كل فشل هو خطوة مهمة للتقدم، (راجع مقالاتي عن أعداء الفشل).

3- التحسُّن لا تشبعه الحلول السريعة، مَن يبحث عن الحل السريع يتوقف عن فعل الشيء الصحيح، وتجاوز الخسارة، لا يعني أن النجاح لم يُصاحبه التحسُّن المستمر في عدم تكرارها.

4- التحسُّن التزام يومي، يبدأ من قوة العزم، وتعلم شيء جديد يومياً، هما المسار الصحيح للتحسُّن.

لابد من جعل التحسن متعمد في حياتنا، واعتباره جزء مهم نحو التقدم في مسيرتنا، ولا يحتاج سوى إلى قرار نتخذه، والأهم أن نلتزم به.. حدد مجال ترغب في التحسن فيه، وركز على أولوياتك ومواطن قوتك فيما ترغب التحسن به أولاً، ثم اتجه إلى الأمور الأخرى، ابحث عن فرص التحسن بعد كل خسارة أو فشل، وتذكر جيداً بأن المعرفة تأتي من الدراسة، لكن الحكمة والخبرة تأتي من التعلم والتحسن والنجاحات المتكررة مهما صغرت.

(الاختلافات الصغيرة هي ما تصنع الفارق بمرور الزمن، والتحقق يتحقق بالأمتار، وليس بالقفزات العملاقة).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store