تملّكني الاستغراب من موقف الجماهير والإعلاميين السعوديين الذين اعتبروا عدم تمكّن نادي الاتحاد من التعاقد مع لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، اللاعب المصري الشقيق محمد صلاح، ولو بصفقة تسبح في الفلك، لا تُقاربها صفقة في تاريخ كرة القدم، واعتبروا عدم التعاقد كارثة كُبْرى ونذير شؤم للاتحاد؛ قبل خوضه بطولة كأس العالم للأندية بعد أسابيع معدودة في عقر داره، جدّة!.
ومع حبّي واحترامي لصلاح، ومستواه الكروي المُميّز، ورضاه للوالدين، وحبّه لوطنه مصر ومساعدته لأهل قريته فيها، وإعجابي به كأول لاعب مسلم يُظْهِر شعيرة السجود لله في ملاعب دول لا يسجد جُلّ سُكّانها لله، وتسميته لابنته بمكّة تيمّناً بأقدس البقاع، مكّة المكرّمة، إلّا أنّي أقول له مُكرهاً لا بطلاً المثل المصري الشعبي:
(إن جِيت يا ورْد سَمرْنا عليك.. وإن رُحْت يا ورْد لا أسفاً عليك!).
فهو الخاسر الأكبر في إفشال الصفقة، وفوَّتها على نفسه، ومن يُفوِّتُ مثلها؟! وربّما لن تحصل في المستقبل، ورغم أنّ مستواه ليس ذاك اللاعب الخارق الذي يضمن فوز الفريق الذي يلعب له، وسبق أن لعب المنتخب السعودي وهو في أسوأ حالاته ضدّ منتخب مصر في بطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا عام ٢٠١٨م، وفاز المنتخب السعودي بهدفين مقابل واحد، وتواجد صلاح في المنتخب المصري وعجز عن إفادة منتخبه، وله صورة في نهاية المباراة وهو يشدّ ملابسه تأثراً شديداً من الخسارة، فضلاً عن كونه الآن في نهايات مسيرته الكروية.
وفي الاتحاد حالياً لاعبون عالميون، مثل كريم بنزيما وكانتي وفابينهو ولويس فيليبي، وحمد الله وكورنادو ورومارينهو وشراحيلي، وغيرهم من اللاعبين السعوديين، الذي هم قادرون على فعل شيء مُشرِّف في كأس العالم للأندية إذا نجحت إدارة الاتحاد ومدرّبه في بوتقة جهودهم لصالحه، ولن يفيده تواجد صلاح بشيء إلّا إشهاراً إضافياً لتطوّر الدوري السعودي لكرة القدم، وإغاظةً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي يكره هجرة أبرز لاعبي العالم إلينا، وربّما كان الجمهور المصري مُبالِغاً في السعادة بعدم تعاقد الاتحاد مع صلاح؛ لئلّا يلعب ضدّ ناديهم المُدلّل (الأهلي)، ولو فاز الاتحاد على هذا الأخير فخذوها منّي بأنّ الاتحاد سيتواجد بحول الله في النهائي العالمي، وقد يكون أول نادٍ سعودي يُنصّب عميداً للعالم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
