Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الموسم السياحي الجميل.. وماذا بعد؟

A A
شهدت منطقة الباحة في موسم هذا العام إقبالاً كبيراً، وانبهاراً غير مسبوق، وترفيهاً وهطول أمطار، واكتشاف متنزهات كانت مجهولة. والمتوقع أن نرى في الأعوام القادمة ازدياد أعداد الزوار، وتحسناً نوعياً في الخدمات، وتسهيلات أكثر جذبًا للسياح من داخل المملكة وخارجها.

لدينا ما يزيد على خمسة عشر مليوناً من العمالة الوافدة، لماذا لا يكون هناك خطة لتشجيع نسبة معينة منهم على قضاء عطلتهم داخل المملكة، لتتعرف أسرهم وأطفالهم على مناطق المملكة الغنية بالتراث والجو الجميل، من خلال تنظيم رحلات ميسرة ومدعومة، وتخفيضات تشجيعية من وسائل النقل، وتكثيف رحلات الطيران، ورفع جاهزية المطارات للموسم القادم. مثل هذه الوسائل والمبادرات أخذت بها دول أخرى تعتمد على السياحة في دخلها القومي. منطقة عسير كانت سباقة بعد تولِّي الأمير خالد الفيصل إمارتها، وخلال فترة وجيزة حوَّلها إلى منطقة سياحية ترفيهية بامتياز.

ومنطقة الباحة بها ميزات تؤهلها لأن تكون كذلك، إذا توفر لها إستراتيجية سياحية منظمة ومنتظمة، بدعم وتشجيع من الإمارة، على منوال الذي حصل في منطقة عسير.

خلال زيارتي الأخيرة للمنطقة؛ أخذني أحد الأحفاد لمشاهدة شلال الحمدة البديع، كان مشهد المركبات لافتاً على جانب الخط الضيق الذي يبعد عن الشلال كيلومترين ويزيد، واضطرار الزوار للمشي على الأقدام في طريق بدائي لمسافة مماثلة؛ حتى الوصول إلى مصب الشلال. كان المشهد عجيباً عندما يعتلي الشبان الهضاب المجاورة، فيخلعون ملابسهم ويقفزون في المصب، حيث لا يتوفر الحد الأدنى من وسائل السلامة. سألت عن احتياطات السلامة، فروى لي مرافقي أنها شبه معدومة، كما أن هناك حوادث تحصل في غدير الشلال!.

التغطية الإعلامية توفرها الكاميرا المسيَّرة التي يقوم بها هاوٍ متطوع يدعى «النعيري»، أُطلِق عليه اسم «عين الباحة»، وهو كذلك، فشكرًا له على جهوده القيمة، فإنه يستحق جائزة كبرى من وزارة السياحة ومنطقة الباحة، حيث كشف بجهوده الخاصة مناطق سياحية كانت شبه مجهولة، وأصبحت معالم سياحية مشهورة في المنطقة.

الكتابة عن منطقة الباحة ذات شجون خاصة من أحد أبنائها الذي غادرها طفلًا في الثامنة من عمره، ويعود إليها بكل الحب وهو يناهز الثمانين من العمر، بعد أن حظي بزيارة معظم دول العالم، سائحًا وممثلاً للوطن، وهنا يعود إلى مسقط الرأس - قرية مقمور -، ليكتب ويحث المسؤولين المختصين في منطقة الباحة - بدولتنا الرشيدة في عهدها التنموي المبهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، الأمير الشجاع المبدع -، على أن ينال هذا الجزء من وطننا الغالي مزيداً من الاهتمام والدعم في كل المجالات، السياحية والزراعية والبيئية على وجه الخصوص، فهي مصنع الرجال، حيث يوجد أبنائها وبناتها الأوفياء في كل فروع دولتنا - السعودية العظيمة - جنودًا مجنّدين في خدمة دينهم ووطنهم وقيادتهم الرشيدة.

وأختم هذه المشاركة بوافر الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي د. حسام بن سعود، أمير المنطقة، ونائبه سعادة الأستاذ عبدالمنعم الشهري، وكل المسؤولين في المنطقة، الذين يبذلون جهودًاً جبارة في سبيل تنميتها، وراحة المواطنين والمصطافين وفق ما تتطلبه رؤية ٢٠٣٠ لكل مناطق المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهما الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store