Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الوافدون والديكور !!

A A
نشرت صحيفة المرصد الإلكترونية مقطع فيديو للمُواطِن فيصل الأحمدي، الذي يملك مستودعاً لاستيراد مواد الديكور وبيعها بالجُملة، وهو مقطع مُثير ومُفيد لم أكد أفرغ منه؛ وإلّا ووجدْتُ نفسي أبدأ كتابة هذا المقال!.

وكشف الأحمدي عن دخل تجارة الديكور بأنّه لا يقلّ عن ١٠٠ ألف ريال في الشهر، ووجّه رسالة للمواطنين والمواطنات بأنّهم مخطئون إذا تركوا هذه التجارة المُربحة للوافدين، الذين أغلبهم من المخالفين للنظام عبر التستّر التجاري!.

وعرض الأحمدي لقطات فيديو لوافدين في محلات ديكورات بالتجزئة، وهم يُلقون بألواح عيّنات الديكور الخاصّة به في الشارع، وقال إنهم يحاربونه بسبب بيعه للزبائن مباشرة بأسعار رخيصة، بينما هم يشترونها منه ومن غيره بنفس الأسعار ويبيعونها للزبائن بأسعار أعلى بكثير، وأضاف أنّه لو كان المواطن والمواطنة أصحاب محلات ديكور، لكان هناك تعاون تامّ بينه وبينهم، لكنّهم غابوا عن المشهد، وما أسوأه من غياب!.

والأحمدي بذلك قد وضع اليد على الجُرح، وهذا فيما يخصّ تجارة الديكور، ونفس الجُرْح موجود في كلّ أنواع التجارة، وتشخيص الجُرْح هو تعاون الوافدين فيما بينهم، واحتكار أنواع التجارة بالتستّر وغيره، وشراؤها بالجملة رخيصة، وبيعها بالمُفرّق غالية، وهذا هو أهم أسباب الغلاء، فضلاً عن محاربة المواطنين الذين يكتشفون اللعبة، ويحاولون إصلاح ما يمكن إصلاحه، وهم مثل عصابة مافيا منظّمة، لا ترحم أحداً، بل همّهم الربح الفاحش في أقصر وقت ممكن، فجزى الله هذا المُواطِن المُخلِص الذي كشف الموضوع في نوع واحد من التجارة، وما خفي من أنواع التجارة الأخرى هو أعظم!.

وتبقى الأسئلة المطروحة هي دور الجهات المعنية؟ لماذا يغيب؟، وهي مع غيبتها الطويلة متى تأتينا بالهدية التي هي: تخليصنا من تستّر الوافدين تحت غطاء المواطنين؟، كما يغيب المواطنون والمواطنات عن اقتحام مجالات التجارة، وإن كانت غيبتهم هي بسبب نقص رؤوس أموالهم، والرسوم المفروضة عليهم، وكسل بعضهم، وتفضيلهم للوظائف ذات الدخل الشهري المتواضع، ولكن الثابت.

وتبقى المشكلة بلا حلّ حتى تاريخه، وهذه دعوة لإيجاد حلّ ناجع لتجارة الوطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store