Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

دور لا يقبل (الإنابة)!

صدى الميدان

A A
× ما من أبٍ وأم؛ إلا يتمنيان أن يشاهدا من أبنائهم (الأفضل) في كل شيء، فصلاح الأبناء (نعمة) عظيمة، إلا أن تلك النعمة لها (متطلبات) لا بد من أن تُبذل، ولا شك أن الوالدين هما الأساس في ذلك، فلا صلاح للأبناء في ظل: (أم تخلت أو أب مشغول).

× هذه الحقيقة تغيب عن الأب، الذي يرى أنه لم يُقصِّر في شأن توفير الحياة الكريمة لأبنائه، فها هو يكدح لأجلهم، ويكتفي بذلك دون أن يكون له، ولو مجرد (تسجيل) حضور في جانب التربية، الجانب الذي يعنيه في المقام الأول، ومع ذلك يُلقي بكامل (الحِمل) على الأم، التي تُطالب بسد ثغرة هي في واقع الحال (صعب) أن تُسد إلا من خلال حضور الأب، أمراً ونهياً، وتوجيهاً وتعديل سلوك.

× ويزداد الأمر خطورة، عندما يعتقد الوالدان أن ما فشلا في تحقيقه في شأن تربية أبنائهم، من الممكن أن يقوم به طرف ثالث، فالواقع يؤكد أنه لا أحد مهما كان لديه من الحرص والقدرة، أن (يبلغ) في أمر التربية ما يبلغه الوالدان في مهمة تربية أبنائهم.

× وهنا، من المهم جداً الإشارة إلى (قاتل صامت) لا أبالغ إن قلت أنه قد دخل كل بيت، وبلغ منه الوصول في (تشكيل) شخصية الأبناء إلى أبعد ما يمكن أن يتصوره أي أب وأم، وأقصد بذلك (الجوال)، الجهاز الذي قل أن ينشأ أي ابن أو بنت دون أن يكون ملازماً له ملازمة الطعام والشراب.

× والخطورة تكمن في أنه يغيب عن الوالدين حقيقة ما يعيشه أبناؤهم في عالمهم (الافتراضي)، ذلك العالم الذي في مجمله لا تمطر (خوارزمياته) إلا بما هو (هدم)، والحديث هنا في شأن ما ينشده كل أب وأم من تربية؛ لأن (البناء) يحتاج إلى جهد و(بحث) مقصود، وهذا بعيد أن يقوم به أبناء صغار في مقتبل العمر، يترسخ في أذهانهم من كثرة ما يشاهدون، ويسمعون من مقاطع (مخلة) أن الحياة كذا.

× والخطورة أنه مع مرور الوقت، ومن خلال (إدمان) الأبناء على مشاهدة تلك القنوات، تبدأ تتشكل في أذهانهم (القدوات)، يكشف ذلك ما يظهر من الأبناء من (تصرفات)، وهذا يعني أنهم قد بلغوا مبلغاً عظيماً من التأثر، وهنا مكمن الخطورة، حيث يصعب إصلاح ذلك الخلل، فيلجأ الوالدان إلى (العقاب)، ولكن بعد فوات الأوان.

× ثم ماذا بقي في زحمة كل ذلك (السواد)، إلا أن يبحث كل من رأى ما يسوءه من تصرفات أبنائه عن مخرج (آمن)، فلا يكون منه إلا أن يلقي بالمهمة، التي تجاوزه النجاح فيها، على كاهل (المدرسة)، المكان النور و(البناء)، ولكنه مع كل ذلك لا يكفي، فلا بد أيها الأب، وأيتها الأم في شأن تربية الأبناء أن تقوما بدوركما، وهو دور مكمن صعوبته في أنه لا يقبل (الإنابة). وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store