* (أبو محمد) مواطن صالح ترجّل عن عمله أو وظيفته؛ بعد أن خدم وطنه لأكثر من 30 عاماً، وبعد تقاعده كثيراً ما تحيط به الوحدة؛ فأبناؤه - رغم برهم – إلا أنهم أصبحوا معظم وقتهم مشغولين بحياتهم، والبحث عن لقمة العيش لأسرهم.
******
* ذات مساء وفيما كان وحيداً، وأسيراً للهموم والإحباط والشعور بالغربة، في مجتمع أصبح فيه التواصل نادراً بين الأجيال، إذ بأحد جيرانه يمر به، طالباً منه الذهاب معه؛ فهناك ما سوف يسره، انطلقا داخل الحي، وعند مبنى أنيق توقفا، ودخلا إلى ديوانية يحتضنها، ليتفاجأ (أبو محمد) بنخبة من جيرانه من مختلف الأعمار تجمعهم فعاليات تنوعت بين الثقافة والترفيه.
******
*ذلك المكان الذي أعاد الحياة لـ (أبي محمد وأقرانه)، وزرع في شرايينهم البهجة، وأفاد من خبراتهم لم يكن إلا أحد (مجالس الأحياء الاجتماعية)، التي أصبحت وأمست تنتشر - ولله الحمد - في أحياء المدينة النبوية، والتي تجاوز عددها حتى الآن الـ (52 مجلساً).
******
* (تلك المجالس) التي ينتخب رئيسها وأعضاؤها من جمعية عمومية تمثل سكان الحي، إضافة لمندوبين عن الجهات الخدمية: (البلديات، والتعليم، والصحة، والشرطة، والعمد) تسعى إلى تعزيز قيم الجيرة الحسنة، وتكوين شراكات فاعلة داخل الحي، وكذا إدارة وإقامة البرامج والمشاريع والفعاليات التي تحقق التواصل والتنمية الاجتماعي، إضافة للتكريس للوعي، والمساهمة في تطوير الخدمات في الحي بالشراكة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.
******
* (مجالس الأحياء في المدينة المنورة) نشيطة جداً في الوصول لمستهدفاتها، فقد أطلقت العديد من البرامج والمبادرات الفاعلة، كما شاركت في المناسبات الوطنية، وتنافست فيما بينها في إقامة اللقاءات الاجتماعية والاحتفالية في رمضان والأعياد وغيرها، التي أعادت شيئاً من عبق الماضي الجميل.
*****
* (تلك المجالس) تعمل تحت مظلة جمعية إدارة مراكز الأحياء بمنطقة المدينة المنورة، وتحظى بالدعم والرعاية من (صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس إدارة الجمعية، وبالمتابعة المستمرة من سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل)؛ فالشكر لسموهما حفظهما الله، ثم الشكر لـ(أمين عام الجمعية الدكتور سمير بن عبدالرحمن المغامسي، ولجميع زملائه)، وما أرجوه الإفادة من تلك التجربة الرائدة والناجحة، وتعميمها في بقية المناطق والمحافظات، وسلامتكم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
