Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الكوارث الطبيعية والدول المنكوبة..!

A A
في المغرب زلزال.. وفي ليبيا أعاصير.. وحرائق في غابات الجزائر.. الأسباب في بعض الحالات، عوامل طبيعية خارجة عن سيطرة الحكومات والمجتمعات لأنها حدثت فجأة وبمقادير من القوة الخارجة عن قدرة أي أحد أو جهاز إداري ليتصدى لها ويحول دون وقوعها ويحد من أعداد الوفيات الكبيرة والدمار في الممتلكات والبيئة والبنى التحتية.. التبعات شملت جميع سكان مناطق الزلزال والأعاصير والفيضانات بدون استثناء.

تداعيات تلك الأحداث المؤلمة ستأخذ وقتًا طويلًا حتى تلتئم جراح الذين فقدوا أحبابهم وممتلكاتهم ومساكنهم وأصبحوا في العراء.. وعزاؤهم الوحيد أن من فقدوهم شهداء بإذن الله تعالى والنجدة لتعويضهم عن الأمور المادية ستأتيهم أيضًا.

زلزال المغرب حصل في دولة مستقرة أمنيًا وسياسيًا ولكنها ليست من الدول الغنية ومع ذلك بادرت الحكومة بتعويضات مادية ووعد ببناء وإصلاح مساكن للمنكوبين الذين أصبحوا في العراء.

في ليبيا حصل الإعصار والفيضانات في دولة غنية نسبيًا تعيش نكبة ما سمي بالربيع العربي من بداية العقد الثاني من القرن الحالي الذي خلق فوضى ومزق النسيج الاجتماعي الليبي وسمح لتدخلات خارجية لها أجنداتها خاصة وانفرط عقد الدولة حتى أصبحت الحلول العقلانية عصية على كل المحاولات لأن أربعين عامًا من حكم فردي مستبد تخبط في كل الاتجاهات وخلق أجواءً غير منضبطة وعندما انتفض الشعب عليه سادت الانقسامات بين الأقاليم ونتج عن ذلك الفوضى والتدخلات الخارجية في ظل غياب مؤسسات مجتمع مدني تحفظ للدولة كيانها حتى بالحد الأدنى من المسؤولية الاجتماعية برغم وجود الثروة البترولية التي كان من المفترض أن تجعل المجتمع الليبي من أغنى مجتمعات العالم.. ومع إن الحالة في وقت الأزمات والكوارث الطبيعية ترغم الجميع على تجاوز المعضلات والتركيز على نجدة المنكوبين وفيما بعد لكل حادث حديث.

في عصر العولمة والبث المباشر من وسائل الإعلام بالصوت والصورة تنتشر الأخبار بشكل آني إلى جميع أنحاء العالم والصلة بين زلزال المغرب وإعصار وفيضانات ليبيا إنها كوارث طبيعية مدمرة ليست من صنع البشر وإنها في منطقة واحدة وأن المتضررين الأغلبية العظمى منهم من الطبقة الفقيرة وأن فقد الأهل والأقارب والجيران لا يعوض وسيبقى في الذاكرة وهذا أمر الله وليس من فعل البشر.

ومن المؤكد أيضًا أن التنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير شبه مستحيل حتى يكون بالإمكان اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من الأضرار البشرية والمادية لأن الوقت المتاح قصير جدًا وبعض الدول لا توجد لديها الإمكانيات لاتخاذ التدابير اللازمة في وقت سريع يبعد السكان عن مناطق الخطر..

الحرائق مثل التي حصلت في الجزائر وغيرها من دول العالم في أغلب الحالات تحصل بسبب فعل البشر وبرغم فداحتها وآثارها على البيئة وتشريد السكان تبقى مختلفة عن الزلازل والأعاصير والفيضانات.

وفي الختام نرجو من الله رب العزة والجلال أن يتغمد المفقودين برحمته ويمن على المصابين بالشفاء العاجل ويجبر مصاب الجميع على الفقد الجلل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store