مع مرور قرن من الزمان على نشوء السعودية، واستمرارها على مدى ثلاثة قرون، وبحكم موقعها الجغرافي والديني لدى المسلمين، أصبح للسعودية أهمية إستراتيجية مؤثرة على المنطقة، والعالم أجمع، لا شك أن الثقل الذي تمثله السعودية؛ له تأثير على عدة مستويات، اقتصادية وسياسية ومكانية، وأخيراً اجتماعية على دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وعلى مستوى العالمية، ولاشك أن السياسة الإيجابية التي تمارسها الدولة على الساحة الداخلية والمحلية والعالمية؛ هي التي كوَّنت وأنشأت هذا الزخم الذي نلمسه على مختلف الساحات.
اقتصادياً، تُمارس السعودية دوراً مهماً في توازن الاقتصاديات العالمية، خاصة من خلال أسواق الطاقة، وهي المسؤولية المجتمعية الممارسة من قبل الدولة، وذلك على مستوى تسعير وتوفير ودعم مختلف الاقتصاديات على مستوى المنطقة والعالم. ومع سماع الأخبار في مختلف المحطات، نلمس ونرى أهمية الدور الاقتصادي للمملكة في العالم، واستمرارية الدعم. وبالنظر إلى الجانب المجتمعي، نجد أن ممارسة الدولة في توضيح المفاهيم المختلفة المؤثرة على المجتمع الإسلامي والعالم، من حيث توفير الخدمات واستجلاء المفاهيم، ساعد على إيجاد تقارب على الساحة العالمية بحكم استضافة الدولة لبعض المؤسسات المؤثرة في مجموعة الدول الإسلامية، وعالمياً كالبنك الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، ومجموعة من المؤسسات المؤثرة، وفي الواقع فإننا نجد أن قيام أي نشاط على الساحة الإسلامية دون دعوة السعودية لا تجد له رواجاً.
وقد أثبتت السعودية على الجانب السياسي أهميتها، والدور الممارس في مختلف مناطق العالم، وخاصة أزمة أوكرانيا مؤخراً، وما مارسته من دور متوازن إيجابي، ولطالما حفلت القيادة وعلى مختلف الأصعدة كان لها الأثر الإيجابي، وكان على رأسها الحكمة والبصيرة.
وأخيراً، نجد أن موقع السعودية كهمزة وصل - وبحكم موقعها الجغرافي والرمزي في قلب العالم، والعالم الإسلامي - أي كنقطة متوسطة، وعدم انحيازها، ساهم في استقرار المنطقة، وفي دعم مختلف الدول الإسلامية أمام السيل الجارف من التغيُّرات، وممارستها دوماً في تهدئة الاحتقان. الأمر الذي يجعلها صمام أمان للمنطقة. ولاشك أن الأبعاد المختلفة والأدوار التي مارستها المملكة، كانت السبب في دعم الوضع الحالي الذي وصلت له السعودية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
