Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

أخطر 4 أكاذيب.. يروجها تجار برامج تطوير الذات!

A A
* الإنترنت هو أخصب مكان لنمو وازدهار الأكاذيب.. هذه حقيقة يؤكدها الهراء المتزايد لتجّار برامج التطوير، وخبراء التدريب الزائفون، الذين ملأوا الفضاء بالعناوين الوهمية والوعود الكاذبة، فلبّسوا على الناس؛ وأرهقوهم نفسيًا وعمليًا.. حتى نشأ السؤال الشائع: هل ما نقرأه ونسمعه من تجّار التدريب هي صواب لم نستطع تحقيقه، أم خطأ لم نستطع تكذيبه؟!.

* بالتأكيد، لا يقع اللوم على الإنترنت، ولا حتى على برامج تطوير الذات، فهي وسائل جيدة استخدمت بشكل غير جيد وغير أمين، المسؤول الأول عن هذا (الإفك) الذي أضر بالناس أكثر مما نفع، هم الأدعياء الذين غيّروا عمائمهم، وأصبحوا يظهرون لنا في هيئة خبراء ومطورين، يدورون في فلك الأكاذيب المثيرة حيناً، وأنصاف الحقائق الجاذبة أحيانًا أخرى، هذا لا يعني عدم وجود من يقدمون برامج صادقة وقيّمة، لكنهم قلة أمام من هم موجودون من أجل كسب المال بالتحايل وصناعة الكذب.. وفيما يلي أربع من أخطر الأكاذيب التي يجب عليك التنبه لها:

1- «سيساعدك هذا المنتج (دورة - كتاب - فيديو) على تحقيق نجاح غير محدود في الحياة»:

هذه ليست أكبر كذبة يروج لها هؤلاء فحسب، بل وأقدم حيلة مازالت تعمل بكفاءة، إنه الطعم الذي مازالوا يصطادون به في بحور حاجات الناس وعواطفهم، حيث يقومون بإدراج متغير واسع، غير محدد المعالم، وغير قابل للقياس كـ (النجاح – السعادة)، ويتلاعبون به دون معايير، فالنجاح مفهوم واسع يختلف من شخصٍ لآخر، وكذلك السعادة، إنها مجرد وعود غامضة وإعلانات رنّانة لا تختلف كثيرًا عن تلك الكتب التي كانت تبيع علينا الوهم في السابق: (كيف تصبح مليونيرًا في أسبوع)، و(كيف تتكلم الألمانية في ثلاثة أيام).

2- «كيف تكسب المال دون الحاجة لتعلّم أي مهارة؟»:

قد تبدو هذه الكذبة وكأنها موسيقى في آذان البعض، كونها تلعب على حلم الثراء دون جهد أو خبرة.. حلم لذيذ لكنه خطير وغير ممكن طبعًا، فضلًا عن أنها كذبة تقوّض أهمية التعليم والاجتهاد والخبرة، بل إن بها استفزاز للاقتصاديين!.

ثم أليس من المنطق المضحك أن من يدّعي القدرة على كسب آلاف الريالات يوميًا، ليس بحاجة لبيع دورات بائسة بثمن بخس؟!.

3- «الناجحون لا يستسلمون ولا يغيرون أهدافهم»:

هذه الكذبة أرهقت ملايين البشر حول العالم، كونها تتعارض مع أبسط قواعد المرونة والواقعية في العمل. كما تتعارض مع ثلاث دراسات أجرتها جامعة (كونكورديا) الكندية، كلها تؤكد أن الأشخاص القادرين على إعادة حساباتهم، والتخلي عن الأهداف التي لا يمكن الوصول إليها، كانوا أكثر سعادة ونجاحاً من المصرّين على أهداف لا يحيدون عنها. وتضرب إحدى هذه الدراسات مثالاً بشركة آبل العملاقة، التي عاد ستيف جوبز رئيساً لها عام 1997، وتخلص من 340 منتجاً من أصل 350 للشركة في ذلك الوقت، مركزًا اهتمامه على 10 منتجات فقط، أصبحت بها آبل؛ الشركة الأكثر قيمة وربحية في العالم.

4- «يمكنك الحصول على أي شيء تريده في الحياة»:

كذبة دغدغ بها الأفَّاقون أحلام الملايين قبل أن يُحوّلوهم إلى ركام محطَّم ومكتئب. فلا يمكن لكل إنسان الحصول على كل شيء يريده مهما حاول.. أولاً: لأن لنا كبشر رغبات لا تنتهي ولا تتوقف، وثانيًا: لأن لكل إنسان قدراته وطاقاته وظروفه الخاصة التي قد لا تُشبه غيره، لذا فإن الحقيقة الأكثر صحة هي أنك تحصل على كل ما تحتاجه، لا كل ما تريده، وهو الأمر الذي يؤكده علماء النفس، ومنهم “توماس لانجنز”، الذي يرى أن “الرغبات والأهداف العشوائية قد تقوض وتضعف الحافز الحقيقي على النجاح، وتتفق مع (لانجنز) دراسة أُجريت على عدد من الخريجين، أثبتت أن فرص العمل التي توفرت لهم كان الحظ الأوفر فيها من نصيب الواقعيين، لا من سبحت بهم الأحلام بعيدًا.

* أخيراً: تطوير الذات مهمة وجودية، لا يجب أن تتوقف عنها ولو ليوم واحد.. لكن عليك أن تعلم أنها لم تعد مهمة سهلة، خصوصًا في وجود مرتزقة التدريب، وأدعياء المعرفة، الذين قد ينسفون بأكاذيبهم وفخاخهم كل جهودك الذاتية، ويعيدونك للمربع الأول، فكن حذرًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store