من أعظم الإنجازات لرجال الأعمال هو خدمة المجتمع، من خلال برامج منظمة تستهدف المجتمعات التي عملوا فيها، وحققوا أرباحهم وثرواتهم من مشاريع، سواء كانت تجارية أو صناعية أو زراعية أو خدمية، والحقيقة كانت ولا زالت هناك فئة بسيطة في بلادنا نفخر بدورهم الاجتماعي، وهم يحظون باحترام وتقدير المجتمع بكل فئاته، رحم الله من توفاه الله منهم، وبارك في من هو على قيد الحياة، في الوقت الذي تغيّب فيه الأكثرية من رجال الأعمال، وتهربت العديد من المؤسسات والشركات من المساهمة في برامج المسؤولية الاجتماعية، وغاب بعدهم الاجتماعي، ومبررات تغيّبهم؛ حجج غير مقنعة، منها بأنهم ملتزمون بدفع الزكاة للدولة، ولا توجد بنود للخدمات الاجتماعية في نظامهم، ورأيهم أنهم بهذا يحمون مصالح المساهمين في الشركات المساهمة، وهي مبررات مردود عليها، فالزكاة فريضة شرعية، وبرامج المسؤولية الاجتماعية بعد اجتماعي.
إن ما يدفعني اليوم لطرح هذا الموضوع، هو المبادرة الرائعة والفريدة التي تبناها رجل الأعمال صاحب البعد الإنساني في العمل أخي الدكتور غسان أحمد السليمان، الذي يقود مجموعة من صفوة رجال الأعمال من جميع أنحاء المملكة في مدينة جدة، يؤمنون بأهمية البعد الاجتماعي في العمل في مبادرة مجتمعية الأولى من نوعها، وهي (جائزة أهالي جدة للمعلم المتميز)، وهي مبادرة تعنى بأهم عنصر بشري في العملية التعليمية، صاحب الفضل الأول في نقل العلم والمعرفة لأبنائنا الطلبة في جميع مراحل التعليم العام، وهو الأساس في بناء الأجيال علمياً وتربوياً، وهو الجسر الذي يعبر من فوقه طلبة العلم؛ حتى يصلوا إلى أعلى الدرجات العلمية والوظيفية.
وأجزم بأن أشرف وأعظم وظيفة على الإطلاق هي وظيفة المعلم، بدأت بالأمر الإلهي لنبي الله عليه الصلاة والسلام بكلمة (اقرأ)، وأنا شخصياً أدين بالفضل والولاء لأساتذتي الأوائل - رحمهم الله - الذين غرسوا فينا مبادئ وأسساً علمية وتربوية نفخر بها اليوم.
لقد أعادت مبادرة تكريم المعلم التي يقودها الدكتور غسان السليمان روح التنافس والإبداع والتطوير والرقي في سلوك التعامل بين المعلمين، وأصبحت مبادرة تكريم المعلم - التي بدأت منذ سنوات- حراكاً علمياً تربوياً؛ يتنافس المعلمون عليها وفق آليات ومعايير وضعها متخصصون، ويشرف على تحكيمها خبراء وعلماء في المجال، ويدشن الاحتفالية السنوية لتكريم المعلم محافظ مدينة جدة صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي.إنجاز عظيم لمجموعة رجال الأعمال بقيادة الدكتور غسان السليمان، وبدعم مادي ومعنوي ولوجستي من زملائه أعضاء المجموعة، فشكراً لهم باسمي واسم رجال التعليم، واسم كل معلم ومعلمة على هذه المبادرة، التي أتمنى أن تتوسع لتشمل جميع مناطق المملكة، وتكون مبادرة وطنية لتكريم المعلم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
