Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د.ساري بن محمد الزهراني

عشماوي.. والتأريخ السّري لجماعة «الإخوان»

سديم

A A
* (لا رابطة أقوى من العقيدة، ولا عقيدة أقوى من الإسلام)

* يعلّق أحد قادة الإخوان؛ بل هو قائد التّنظيم السّري الخاص للجماعة، وأعني به علي عشماوي صاحب كتاب (التّاريخ السّريّ لجماعة الإخوان المسلمين) الذي كتبه إثر انكشاف حقائق هذه الجماعة؛ على تلك العبارة المتصدّرة في أوّل سطور هذا المقال بالقول: "بهذه الصيحة كانت كلمةُ حقٍّ أُريد بها باطلٌ، فقد كانت النداء الذي سيطر به الإخوان على شباب هذه الأمة، ثم قاموا بغسل أدمغتهم والسيطرة عليهم، يوجّهونهم إلى أيّ اتّجاهٍ يريدون".

* ويضيف عشماوي "ومن هذا النّداء انبثقت وسائل السيطرة وهي البيعة، والسمع والطاعة. ذلك أنّ الشباب حين يدخل إلى الجماعة لابدّ أن تكون له بيعة، والبيعة مع مجموعات النظام الخاصّ، وهو الجهاز السريّ للجماعة باستعمال المصحف والمسدس".

* أمّا كيف تتمّ البيعة؛ فيقول عشماوي: "تتمّ في منزلٍ معيّنٍ، وكان آخذ البيعة يجلس خلف ستارٍ، وفي جوٍّ قريبٍ إلى الظلام، ثمّ يبدأ بالحديث عن الجماعة وأهدافها وتاريخها، ثمّ يتمّ إحضار مسدسٍ ومصحفٍ وتتلاقى الأيدي على المسدس والمصحف، ويتمّ القسم وهي بيعة لله على السمع والطاعة للجماعة وقادتها، ثمّ بعد ذلك يتمّ التدريب على حلّ أجزاء المسدس وتركيبه وصيانته وكيفية استعماله".

* ثمّ تأتي الشّهادة الأخيرة من لدن عشماوي بالكشف عن بعض سوءات هذه الجماعة، بقوله: "تتحمّل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عن جميع أعمال العنف باسم الدين التي تحدث في أيّ مكانٍ في العالم الإسلاميّ وبجميع صوره وأشكاله، والحقيقة أنّى حين قلت إنّ جماعات الإرهاب خرجت من عباءة الإخوان فإنّني لم أجانب الحقيقة، ولكنّني أعود وأكرر أنّ جماعات العنف باسم الدين لم تخرج من عباءتهم أفرادًا، فقد خرجت من عباءتهم فكرًا واعتقادًا، وهذا أخطر بكثيرٍ وأشمل من مجرد أفراد؛ لأنّ التفريخ مستمر، مادام هذا الفكر المتمكن والمتماسك والبرّاق في أعين الشباب موجودًا، بل ويتمدد باستمرارٍ، فسوف يكون هناك إعمال لهذا الفكر باستمرار على هيئة جماعات تقوم بأعمال قتل ونسف، وانتحاريين، وسيارات مفخخة تقتل من تصادف، سواء كان مسلمًا، أو سائحًا، أو عدوًا، أو صديقًا، فإنّها لا تبصر، ولا تختارُ ضحاياها؛ لأنّ مبتكري هذا النوع من الإرهاب أجبنُ من مواجهة عدوّهم وقتاله وجهًا لوجه، ولكنّهم يتّبعون أسلوب العصابات الدولية، الذين يفجرون طائرةً بمن فيها؛ لأنّهم يريدون تصفية شخصٍ ما يركب في هذه الطائرة. ولقد انتشر هذا الأسلوب الجبان في كلّ مكانٍ فنجد الانتحاريين والسيارات المفخخة في العراق، وفي لبنان، وفي الجزائر باختصارٍ في كلّ مكانٍ به قلاقل، وإنني أحمّل الإخوان مسؤولية هذا الخلل الذي أصاب عقول وحركة جميع فرق المقاومة في كلّ مكانٍ، ولا أدري ما هي الفتوى التي صدرت باستعمال هذا النوع الخسيس من الحرب؟ وكيف أفتُوا بقتل الأبرياء الذين لا دخل لهم بالصراع، ولكن تصادف وجودهم في مسرح الجريمة، إنّها فقط لا تزيد من سخط النّاس المسلمين على هذا الفكر وتستعدي غير المسلمين على الإسلام، بل وضعت المسلمين جميعًا في حالة دفاعٍ مستمرٍ، وتراجعٍ مستمرٍ! ويعلمُ الله إلى أيّ مستوى سوف تصل. أنا لا أفتري عليهم، ولا أخترع من عندي، فتلك الوسائل التي أعيبُها عليهم، وأتّهمهم بابتكارها، ثم صارت أسلوب عمل عند جميع المنظمات المماثلة، فهم سيحاسبون أمام الله عن كلّ فرد استعمل هذه الأساليب لأنّهم مبتكرون".

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store