Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

السعودية الخضراء.. وسقف الأحلام!

A A
عندما كانت عيناي تنظران بنهمٍ إلى الأشجار الكثيفة والخضرة الممتدة على مد البصر خلال رحلاتنا البرية بين المدن في أوروبا وأمريكا، كان عقلي وقلبي يسافران إلى وطني، تسافر معهما الأمنيات والتساؤلات حول إمكانية تحوُّل طرقاتنا بين المدن إلى الخضرة بتموجاتها؛ لكن نظرتنا لم تكن قد بلغت هذا المدى الذي أوصلنا إليه عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء.

كنا نحتسب تلك الأمنيات من الأحلام الكثيرة التي كانت تُرفع على رفوف المستحيل، تقبع صامتة حتى يحيلها النسيان إلى العدم؛ حتى تحققت أكبر وأهم أحلامنا ومطالباتنا، بعد أن وُجِهَت بالرفض والتسفيه ونحن نسكبها حبراً ساخناً على صفحات الصحف.

اليوم نحن في زمن الرؤية العظيمة التي وضعها محمد بن سلمان، والتي منحت المواطن السعودي أكثر وأكبر من أمنياته وأحلامه. بعد أن كانت عبارة: «تمكين المرأة»؛ إحدى المطالبات المحرمة والمجرمة، أصبحت واقعاً نعيشه، وتنعم بخيراته نساء وبنات الوطن.

تمكين الشباب، القضاء على التطرف الذي كاد أن يستفحل بشراسة في مجتمعنا لولا رؤية 2030، والتطور والتقدم اللذان لمسا كل أوجه حياتنا كعصا سحرية، فأحدثا كل هذا البريق الذي يكلل منجزات الوطن، حتى تَفَاعُل المجتمع مع عجلة التغيير السريعة؛ أتى سريعاً ومبهراً في تعامله مع الأحداث والمتغيرات، بل أصبح سعيداً ويفخر بكل هذا الذي حققه الوطن.

خلال فعاليات أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي تستضيفه الرياض، أعلنت المملكة عن خارطة الطريق الخاصة بزراعة «10» مليارات شجرة.

أعدتُ قراءة الخبر المنشور في جريدة المدينة، الاثنين 9 أكتوبر 2023م، لأتأكد من الرقم «عشرة مليار شجرة»، وهي ضمن التزامات المملكة داخلياً وخارجياً، للتعامل مع التطرف المناخي، الذي أصبح إحدى أكبر الكوارث التي تعجز أعتى الدول في التعامل معه، أو تجنب آثاره المدمرة.

تحسين جودة الحياة للمواطن؛ هو المحرك الأساس الذي يؤرق محمد بن سلمان، عمل ليل نهار لتحسين حياة المواطن والمقيم، ليس التشجير فقط الذي يعد من أهم التوازنات البيئية، ودوره الجمالي في تحسين جودة الحياة، بل الصحة، والتعليم، والترفيه، والبنى التحتية، وإعادة تخطيط وبناء الأحياء المتهالكة والعشوائيات.

«فوائد اقتصادية واجتماعية سيتم تحقيقها على المدى الطويل من خلال جهود التشجير.. تنمية الغطاء النباتي في جميع مناطق الموائل الطبيعية، كما تشمل المدن، والطرق السريعة، والمساحات الخضراء؛ لضمان مساهمة الأشجار الجديدة في تعزيز صحة ورفاه سكان المملكة».

حتى الطرقات السريعة الصحراوية التي لا ترى فيها سوى كثبان الرمال، ستتحول بعزيمة محمد بن سلمان إلى مساحات خضراء تبهج العين والروح، وتحقق الأحلام التي كانت تراودنا على استحياء ثم تتوارى خلف واقع الطبيعة الصحراوية لوطننا الغالي.

يؤكد الخبر على استفادة مراكز المدن من زيادة الكثافة الشجرية التي تسهم في خفض درجات الحرارة بمقدار 2,2 درجة مئوية، وتحسين جودة الهواء.

زيادة فرص العمل، ومعالجة المياه كـ(مياه الوضوء)، وغيرها من المياه المهدرة، وإنشاء حدائق ومنتزهات تظللها الخضرة، فالنفس تشتاق لرؤية المساحات الخضراء، لذلك كنا نذهب إلى وادي فاطمة والسيل الصغير والعابدية لتبتهج النفس بالخضرة، نقضي الصيف في الطائف بين البساتين، أتمنى أن يعاد زراعتها وتشجيرها في مراحل التشجير الأولى، بعد أن جرفت الأراضي لبناء العمائر والأسواق للأسف.

تنفيذ مشروع التشجير على مرحلتين، المرحلة الأولى من 2024- 2030، المرحلة الثانية تبدأ في عام 2030م.

احلم كما شئت، وأطلق أمنياتك؛ فالذي يتحقق كل يوم في وطني أكبر من الأحلام، وأوسع من الأمنيات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store