Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

المدير (النسونجي)!

A A
* خصلة سيئة واحدة كفيلة - أحياناً - بإسقاط شخصية مدير أو مسؤول، فكيف بمن تجتمع به أكثر من سبع مساوئ، مثل المدير (النسونجي)، الذي يجمع بين سوء الظن والخيانة، والابتزاز والظلم، والدناءة والعنصرية الوظيفية، فضلًا عن فقدان المروءة التي كان العربي ولا يزال؛ حريصاً عليها حرصه على الحياة.

* قبل أيام جاء في الأخبار أن طبيبًا من جنسية عربية قام بالتحرش بممرضة تعمل تحت إدارته؛ بمسك مكان حساس في جسدها، ورغم تبريره السخيف بأنه كان يمزح، إلا أنه سيُواجه عقوبة السجن 5 سنوات، وغرامة 300 ألف ريال، بحسب إعلان النيابة العامة، الذي شدّد على تغليظ عقوبة التحرش إذا وقع في أماكن العمل، أو الدراسة، أو الإيواء أو الرعاية، لأنها في الغالب تكون شكلًا من أشكال استغلال السلطة والنفوذ.

* التحرش هو أحد أشكال التنمر الوظيفي، التي لا تكاد تخلو منها بيئة عمل، وإذا كان استغلال النفوذ هو أكبر الأبواب التي يدخل منها المتحرشون، فإن الاضطراب النفسي هو أبرز الصفات السلبية الظاهرة عليهم.. فالمسؤول (النسونجي) يعاني عادةً من خللين، فاضحين، خللٌ عميق في التربية، وخللٌ آخر في عقليته، التي ترى في كل امرأة عاملة صيدًا سهلًا يمكن استغلاله، بل إن بعضهم يعتقد أن التحرش بموظفاته والاحتكاك بزميلاته حق مكتسب؛ يضمنه له الكرسي.. وقد رأيتُ شخصيًا من حوّل كل الوظائف من حوله لوظائف نسائية، ليغطس كل يوم ومنذ الصباح الباكر في نهر من النساء، وكأنه يعيش ليالي «هارون الرشيد» المزعومة مع جواريه.. فأي إنتاجية تُرتجَى من عقلية كهذه؟!.

* ولأن وجود مثل هذه الشخصيات المؤذية أمر ممكن حدوثه في أي بيئة عمل كما قلنا، فمن المهم جدًا التوعية بها ومعرفة كيفية التعامل معها، خصوصًا بالنسبة للفتيات والنساء من خلال التالي:

1- وضع حدود واضحة في التعامل، بمعنى عدم السماح بأي تجاوز في الحديث عن موضوعات شخصية خارج إطار العمل.

2- عدم قبول الهدايا والدعوات، وعدم السماح بالمكالمات خارج أوقات العمل، فهذه قد تُفهم خطأً، وقد تفتح باباً لتخطي الحدود.

3- تجنُّب تبادل النظرات والابتسامات التي قد يُفسِّرها بعض من في قلبه مرض؛ بتفسيرات غير صحيحة.

4- عدم التواجد مع مسؤول في أماكن مغلقة لأي سبب كان.

5- التوازن في التعامل مع المرونة، بحيث لا تكوني شخصية منفرة، ولكن لا تقبلي التجاوز.

6- إن واجهتِ بعد هذا تحرُّشاً من مديرك، فعليكِ إيقافه فوراً من خلال رفض واضح لهذا التصرف، وتقديم شكوى رسمية للجهة الأعلى إن تكرر الأمر.

* (النسونجي) شخص مريض، لا يصلح لإدارة مؤسسة، لأن عقله يفتقر لأبسط درجات التوازن والمسؤولية، والعدل الوظيفي.. يقولون إن مديرًا ممن (يهذرون) بالنساء ليل نهار، عمل حادثًا بسيارته، وأُدخل المستشفى، فذهب بعض موظفي الشركة لزيارته قائلين له: «الحمد لله.. جات (سليمة)»، فعدّل هذا (المَبلِي) من جلسته وهو يقول: ليه تاركينها على الباب.. خلوها تدخل!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store