Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الشفاء حيث لا شفاء..!!

بضاعة مُزجاة

A A
لو اُسْتُبْدِلَ اسم (مُجمّع الشفاء) الطبّي في قطاع غزّة الفلسطيني باسمٍ آخرٍ هو (مُجمّع الشفاء حيث لا شفاء) لكان ذلك أقرب إلى الواقع الذي يعيشه المدنيون الفلسطينيون حالياً من كبار السنّ والنساء والأطفال بل والمواليد الذين تبلغ أعمارهم ساعات أو أيّام!.

والمُجمّع أصبح غاطساً في بحر البكاء والنحيب والأحزان، وتحرير شهادات الوفاة، وإجراء جراحات البتر للأطراف، لضحايا قصف الطيران الإسرائيلي الغاشم عند اشتعال أيّ حرب، وقسم الطوارئ فيه لا يُعتبر ممرّاً للمعاينة الطبية ثمّ التنويم أو صرف روشتّة العلاج لمن يدخلونه بل ممرّاً لمعاينتهم ثمّ نقلهم لثلّاجات الموتى فالدفن في المثوى الأخير!.

وهو أكبر مؤسسة طبّية داخل غزّة، وعبارة عن ثلاث مستشفيات هي مستشفى الجراحة، ومستشفى الباطنية، ومستشفى التوليد.

ومستشفى الجراحة هو، وحُقّ له أن يكون الأكبر، لحاجة الفلسطينيين القُصوى لهذا التخصّص، ومعاناتهم من جراح القصف المستمرّ منذ عقود تحت الحصار الإسرائيلي الكامل والاحتلال العنصري البغيض!.

أمّا مستشفى الباطنية، فسُكّان غزّة وبسبب الحصار يُعانون من نقص غذائي ومائي مُزمن وحادّ، والأمراض الباطنية من عواقب ذلك، وهي منتشرة بكثرة هناك، ولها آثار خطيرة على الصحة الجسدية والنفسية!.

ومستشفى النساء والتوليد هو ما أرجو أن يكون تعويضاً لمساعدة الفلسطينيات الحرائر للإنجاب لأنّ هناك حرب إبادة مُوجّهة ضدّهم من إسرائيل وعمّتها أمريكا وأخوالها الأوروبيين، لكن تكتنف المستشفى حالات مُبكية فكم من مواليد يُولدون مع مقتل آبائهم أو أمّهاتهم تحت القصف، وكم منهم يُولدون مقتولين بسبب ذات القصف، ثمّ يأتي صهيوني خبيث يزعم أنّ اليهود يحاربون حيوانات على هيئة بشر.

هذا المستشفى يُلخّص أزمة أخلاقية، وتجرّد من الإنسانية، يشهدها من يُسمّى نفسه بالعالم الحُرّ وما هو بالحُرّ بل أسير لعبودية الشر وغياب الضمير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store