Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

وينَك يا عبُّود.. وينِك يا يُمَّه؟!

بضاعة مُزجاة

A A
انفطر فؤادي حَزَنَاً من منظر ذلك الشاب الغزّاوي المدني، وهو ينحني مُتّكئاً على ركبتيه، ويُدْخِلُ يديه ووجهه بين فجوات صغيرة من أنقاض منزله الذي قصفته إسرائيل وساوته بالأرض، باكياً ومُنادِياً (وينك يا عبُّود وينِك يا يُمَّه؟!)!.

و(عبُّود) هذا هو اسم الدلال لشقيق الشاب (عبدالله)، وبجواره أمّهما التي يستخدم أشقّاؤنا الفلسطينيون مُفردة (يُمَّه) عند مناداة الأمّ الحنون!.

وبالطبع فشل الشاب في إزاحة الكُتَل الخرسانية الثقيلة عنهما بيديه وسط تواضع خدمات الإنقاذ وانعدام الأجهزة اللازمة، بسبب الحصار الإسرائيلي الذي منع الماء والغذاء والكهرباء والدواء وكلّ شيء يُسهّل الحياة عن غزّة!.

واُسْتُشْهِدَ عبُّود واُسْتُشْهِدَت أمّه، وقتلتهما إسرائيل وغيرهما من آلاف الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين المدنيين بدمٍ بارد، دون اكتراث بحقوق المدنيين في الحروب، أو بالقانون الدولي الذي يُجرِّم القصف العشوائي، وثبت قطعاً دون أدنى شكّ أنّ ردّ فعل إسرائيل على هجوم حركة حماس على ما يُسمّى بغلاف غزّة الذي تحتلّه إسرائيل وزرعت فيه العشرات من المستوطنات اليهودية والقواعد العسكرية، قد فاق حدود الدفاع عن النفس، ووصل لمرحلة الإصرار على إبادة شعب عربي ومسلم مسلوب الحرية، مسلوب الأمان، مسلوب الحياة الكريمة!.

وهكذا هي الايديولوجية الإسرائيلية الصهيونية عند التعامل مع العرب والمسلمين، ويؤمنون بأنّ حياة اليهود تقتضي موت العرب والمسلمين، وموت اليهود يعني حياة العرب والمسلمين، ويُلقّنون ذلك لأجيالهم في المدارس، ولا فرق عندهم بين عربي وآخر أو بين مسلم وآخر، ما لم تكن هناك مصالح حصرية ووقتية لهم!.

والقرآن الكريم مليء بما كانوا يفعلونه ولا يرتدعون عنه مهما مرّ الزمن، ومن ذلك إشعال الفتن ضدّ العرب والمسلمين، ويتجلّى ذلك في توجيه الإعلام الغربي ضدّ العرب والمسلمين ولو بالكذب والافتراء، وكيف يُرجى من هؤلاء الخير وهم تطاولوا على الله عزّ وجلّ، وصدُّوا عن سبيله، وكذبوا، وغدروا، وخانوا، ونقضوا المواثيق، وقتلوا الأنبياء، وكتموا العلم، ونشروا الفساد والربا والزنا، والمقولة التي يردّدها رئيس وزراء إسرائيل ليل نهار لاستدرار عطف الغرب بأنّها (مُحاطة بالأعداء الذين يسعون للقضاء عليها) ينبغي تصحيحها إلى عبارة (إنّ العرب والمسلمين مُحاطين بطموح إسرائيلي ومن حالفها في أوروبّا وأمريكا ممّن يسعون لجعل إسرائيل هي القوة العظمى على حساب العرب والمسلمين)!.

طموح شيطاني مُريع!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store