Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

تراثٌ له تاريخ

A A
اهتمت الجهات المعنية ببلادنا بإحياء نشاطات العديد من التراثيات الهامة التي كادت تندثر، ومنها تراث (الصقارة والصقور)، باعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من تراثنا الأصيل، الذي توارثه الآباء والأجداد عبر الحقب الماضية، وتوطد الاهتمام به وتشجيع إحيائه في السنوات الأخيرة.

وتأكيداً لأهمية هذا الإرث وإحيائه، وصولاً للعالمية في مجاله، فقد أنشأت الدولة -أيدها الله- (نادي الصقور السعودي)، ليضطلع بمهمة دعم مسيرة هذا الإرث من خلال النشاطات والفعاليات التي تنبثق عنه، والتي كان لها صداها ونجاحها -محلياً وخارجياً- وأصبحت المملكة وجهة تُشارك في فعالياتها العديد من الدول ذات الاختصاص والاهتمام بهذا الموروث القديم المتجدد.

ومن نتائج اختتام أعمال المؤتمر الدولي للصقور تحت شعار: (معاً لاستدامة الصقارة)، ضمن فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، بنسخته الخامسة بمدينة الرياض، وسط حضور عدد من الخبراء والمتخصصين والصقّارين من داخل المملكة وخارجها، أوصى المؤتمر الدولي للصقور (بالحفاظ على الصقارة بحماية الصقور وطرائدها، وتثقيف المجتمعات لنقل هذا التراث الأصيل، وتشجيع ودعم إنشاء مراكز تربية وإنتاج الصقور، ودعم الأبحاث والمسوحات العلمية التي تستهدف الكشف وتوصيف العوامل المعدية وغير المعدية التي تؤثر على الصقور، وتشجيع الصقارين على المشاركة في برامج إطلاق الصقور).

وبفضل الدعم الكبير الذي يلقاه النادي، فقد تمكن من إعادة الصقارة «هواية وهوية» لتأخذ مكانتها الحضارية المستحقة من خلال اعتماد العديد من المحفزات، أبرزها تنظيم مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، ورصد جوائز قيمة له، دفعت الكثير من الصقارة إلى العودة، ظهر ذلك جلياً في تزايد أعداد المشاركين، ويعمل النادي ليكون الرائد الأول في مجال التطوير والإبداع في هواية الصقور، والصيد بها وتربيتها ورعايتها، وأن يكون رافداً ثقافياً واقتصادياً، ومنصة لتعزيز الوعي البيئي.

* خاتمة:

كانت بعض النشاطات التراثية تمارس في ما مضى بطرق عشوائية وغير منظمة، كالفروسية والهجن، ومزايين الإبل، والصقارة والصقور، وما في حكمها، إلاّ أنه كان لجهود ولي العهد ورؤاه العديدة، وفي طليعتها رؤية المملكة (2030)، نتائجها، فقد استطاع -يحفظه الله- أن يضع لهذه التراثيات ضوابط ولوائح وأنظمة يسير عليها كل تراث في نشاطاته وفعالياته، أكسبته رافداً ثقافياً واقتصادياً، ووجهة جاذبة على المستوى المحلي والخارجي، ومن ذلك (تراث الصقارة والصقور)، المعني في حديثنا هذا، والذي حظي بدعم واهتمام الجهات المعنية، وأصبح وجهة جاذبة لمحبي هذا النشاط محلياً وخارجياً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store