Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التحفيز المفيد من إبراهيم بن أدهم إلى الوليد..!

الحبر الأصفر

A A
كان الأمير الوليد بن طلال -وما زال- برسائله اليومية يحفزنا ويشجعنا ويرفع معنوياتنا قائلاً: "نحن نعيش منافسة وسباقاً في كل ميادين العمل والطموحات، وليس في قاموسنا إلا مفردات الانتصار والفوز والتفوق".

ثم يستشهد بأحاديث نبوية منها: (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ مِنَ المؤمنِ الضَّعيفِ وفي كلٍّ خيرٌ...)، وحديث: (الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ).

إنني أضع تحفيز الأمير الوليد أمام عيني كل صباح كتغذية وإلهام من أجل صناعة يوم حافل بالأمل وعامر بالعمل.. ولأن النفس البشرية تحب ربط الأفكار الراقية بالقصص السامية حتى تستقر في العقل والمشاعر فقد ربطتُ كلام أبي خالد الوليد بقصة واضحة المعنى عميقة المبنى تدل على مكانة الفعل المبارك وأهمية السعي من أجل العمل الأحسن والأداء المتميز.

تقول القصة: إن الإمام شقيق البلخي وهو من أهل العبادة والزهد ودع "أستاذه أو شيخه" إبراهيم بن أدهم حين عزم على سفر من أجل تجارة يريدها، وعندما كان في الطريق الصحراوي رأى طائراً أعمى كسير الجناح، فوقف يتأمل الطائر، ويفكر كيف يجد رزقه في هذا المكان المنقطع، فلم يمض وقت طويل حتى جاء طائر آخر، فأطعم الطائر كسير الجناح كما يطعم الحمام فراخه، تعجب شقيق من هذا المشهد وأثر فيه، فقال في نفسه: إذا كان الله -جل وعز- يرزق هذا الطائر من غير حول منه ولا قوة ولم يهمله فلماذا أذهب أنا إلى التجارة ولماذا العناء والسفر وأنا في هذا السن؟!، سأرجع إلى داري وسيرزقني الله.

وعاد إلى بيته، وحين وصل زار شيخه فقال له الشيخ: لماذا عدتَ يا شقيق ألم تذهب للتجارة؟ فقص عليه القصة، وقال: سيرزقني الله مثلما رزق هذا الطائر الأعمى الكسير، سأرجع إلى بيتي وسط أولادي، هنا قال له إبراهيم بن أدهم: سبحان الله يا شقيق..! ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى العاجز كسير الجناح الذي ينتظر عون غيره، ولا تكون أنت الطائر القوي الذي يسعى ويكد ويعود بثمرة ذلك على من حوله؟!، أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليد العليا خير من اليد السفلى).

في هذا قام شقيق وقبّل يد شيخه وقال: أنت أستاذنا يا أبا إسحاق وتركه وذهب يسعى كما يفعل الطير الذي يغدو خماصاً ويعود بطاناً.

حسنا ماذا بقي.؟

بقي القول: هذا تحفيز "الوليد بن طلال" ومن قبله رسالة "إبراهيم بن أدهم"، وكلا الرسالتين تحرضان على العلو والعمل الصالح، والهمة والصعود إلى القمة.

إنني أضع هاتين الرسالتين أمامي كل يوم كتشجيع وتحفيز وإلهام حتى أجتهد وأعمل، من أجل الوصول إلى القمر، وإذا لم أصل إليه، سأكون أنا وطموحاتي قد سكنا في أحضان النجوم..

ولقد صدق المثل الفرنسي القائل: "صوّبْ أسهمك نحو القمر لأنك لو أخطأت سيقع سهمك بين النجوم".!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store