Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

صناعة الصحافة المتخصصة

شذرات

A A
رغم أن الصحافة المتخصصة تعتبر أحد المصادر المعرفية الهامة التي تلبي احتياجات القارئ وميوله، وتجسد حجم الازدهار الفكري والثقافي والمعرفي في المجتمعات الإنسانية، باعتبارها إحدى وسائل المنافسة مع وسائل الإعلام الحديثة، إلا أنه ما زال لدينا عجز في الكوادر الصحفية المتخصصة، فبالرغم من أن بلادنا من أكبر الدول المصدّرة للنفط، ومن أكبر الدول التي تستخدم المياه المحلاة من البحر، وتنفرد وتتشرف أيضاً بخدمات الحج والعمرة، إلّا أنه ما زال يعوزنا الصحافة المتخصصة في هذه الشؤون المشار إليها آنفاً وفي غيرها من التخصصات.

ما زلت أذكر معالي وزير الحج والعمرة الأسبق السيد إياد أمين مدني في إحدى الندوات؛ وهو يتحدث بألمٍ عن موضوع التأهيل التخصصي للصحفيين، على الرغم من أنها الصحافة الوحيدة في العالم التي يمكنها إعداد صحفيين مهنيين ومتخصصين في هذه الأعمال، لا سيما وأنها تحولت إلى صناعة مؤسسية، تحكمها منظومة من الإجراءات، والأسس الإدارية والقانونية، التي تحتاج إلى وجود صحفيين يُعنون بهذا التطور؛ الذي طاول هذين القطاعين، وهذا ما يغيّب جوانب مهمة في أعمال الحج بشكلٍ عام، وهي تشمل قطاعات واسعة في المنظومة الحكومية.

ربما هذا الشعور هو الذي ولّد لديه تخصيص جائزة لأفضل عمل صحفي في الحج، وكانت فلسفتها قائمة على إتاحة الفرصة أمام إيجاد الصحفي المتخصص في أعمال وصناعة صحافة متخصصة في مجال الحج والعمرة، أو في المجالات الأخرى، كالطيران وقطاع النقل بشكل عام.

لقد عانت الخطوط السعودية وما زالت من البعض، وكان وما زال في وسعها تبني تأهيل الكوادر الصحفية المتخصصة في هذا القطاع تحديداً.

لا بد من إعداد كوادر سعودية شابة في هذه البرامج التخصصية، تجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي والعمل الميداني، ليكون لدينا جيل صحفي مؤهل للتعامل مع الصحافة الإلكترونية في هذه المرحلة، وهو فن يختلف عن الصحافة الورقية.

وأؤكد مجدداً على ضرورة أن يكون استثمارنا في هذا الشأن في الشباب، مع منح فرصة كافية للشابات وفق المعايير التي تعد للقبول، عندها فلا غرو لو اختفت الكثير من السلبيات التي تعاني منها التغطية الصحفية من غير ذوي الاختصاص.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store