Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

نحن علّمناكم !

A A
نبرة عالية من بعض الإخوة العرب أصبحت أكثر ضجيجاً كلما حدث تقدُّم وازدهار في وطننا المملكة العربية السعودية، أو جدّ شيء، أو حَدَث حدث؛ تسمع عبارة: «نحن علَّمناكم».

حسناً، نحن لا ننكر الفضل أبداً، ولا نمن أو نحسد، فقط نُذكِّر أولئك الذين يجأرون في كل موقف وحدث بهذه العبارة: «نحن علَّمناكم»، بأنهم يتوسلون بكل وسيلة كي يأتيهم عقد عمل في السعودية، وعندما استحال عليهم ذلك، نسبوا لأنفسهم ما قام به غيرهم الفضليون من مواطنيهم، ممن أتاحت لهم الفرصة العمل في السعودية، ووجدوا فيها مميزات الحياة المرفهة الآمنة، فاستطابوا الحياة فيها، كما استطبنا صحبتهم وجيرتهم والتعامل معهم كمواطنين، وليس وافدين، كذلك تعاملت الدولة معهم، قدمت لهم كل ما قدمته لمواطنيها، تعليم وعلاجاً ومميزات كثيرة لم تكن ضمن حقوق مواطنتهم في أوطانهم.

ولأن هذه النبرة «نحن علمناكم»، وادعاء حقهم في خيرات ربنا؛ التي أنعم بها على المملكة العربية السعودية، التي كانت صحراء جرداء، ومكة وادٍ غير ذي ذرع، فأنعم الله عليها بخيرات لا تحصى أجملها، ربما يعقلها ذو بصيرة!.

عندما أوجدنا الله في وادٍ غير زرع، أرسل الله إلى هذا الوادي سيدنا إبراهيم، أمره بترك زوجه هاجر وابنه الصغير إسماعيل، ليمنّ الله على هذا الوادي بماء زمزم، البئر التي لا تنضب، والتي هي شفاء لما شُرِبَت له. ولأن كرم الله بلا حد ولا عد، حقق دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: «ربنا اجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات..»، وجعل الله مكة المكرمة قبلة المسلمين، تأتيها الثمرات ممن حولها من المدن والقرى الخصيبة، ثمار لا تجد لها مثيلاً في أي مكان آخر؛ لا تين يشبه تين الطائف بأنواعه، ولا رمان يداني رمان الطائف.

لا تنتهي أفضال الله سبحانه وتعالى، جعل ذلك الوادي غير ذي الزرع مولد الهدى ومبعث النور في أرجاء الكون، أراد الله سبحانه وتعالى أن يبعث رسوله وحبيبه وآخر أنبيائه من مكة التي كرمها الله بكل تلك النعم، ليجعل أفئدة من الناس تهوى إليها.

ولأن الجزيرة العربية، تحيطها الصحراء، عانى أهلها الفقر والعوز، لكنهم صبروا وتحمّلوا، شكروا وحمدوا رب العالمين، لم تذهب نظراتهم الحاقدة والحاسدة إلى جيرانهم ممن أنعم الله عليهم بالخيرات، والأرض الخصبة والأنهار والثمار والأجواء الباردة، بل أحبوهم وأكرموهم عندما أكرم الله هذه الأرض بالخير الوفير، «البترول»، هبة الله سبحانه وتعالى لأرض المملكة العربية السعودية، التي أرسل الله إليها آل سعود يحكمون شعبها بالعدل، وأعان الله سبحانه وتعالى الملك عبدالعزيز آل سعود ليُوحِّد أرض الحجاز ونجد، لتصبح المملكة العربية السعودية تحت راية تحمل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»، ثم يتفجر البترول براكين من باطن الأرض، ليتم الله نعمه الكثيرة على أهل المملكة العربية السعودية.

حول مملكتنا العظيمة دول منحها الله البترول والأنهار والخير الكثير، لكن لم يستثمر بالشكل الذي استثمر فيه في مملكتنا، والذي أتقن حكام المملكة العربية السعودية إنفاق دخل البترول على التعليم والصحة والتنمية، لكن كما يقولون: «كل ذي نعمة محسود»، وأنا أرى أن الله سبحانه ينعم على الجميع نعماً متنوعة، والحكمة هي التي تحول هذه النعم إلى استثمار حقيقي في المال والإنسان؛ والبنيان والتنمية في كل مجال، كما فعل حكام آل سعود على مر الأزمان.

لا أحد ينكر أن الدولة السعودية لم تكتفِ بتنمية وطنها، بل وقفت موقف الأخ والصديق والداعم لكل الدول حولها في كل موقف وحدث، ساهمت في تنمية دول، وتبرعت بالمال والعتاد والمؤن في الكوارث والحوادث، في السلم والحرب، لكن يظل السؤال: أين ذهبت كل تلك الأموال، ومن هو المسؤول عن تبديد ثروات ومعونات أوطانهم، ليتهم يلتفتون حولهم؛ بدلاً من الصراخ والعويل!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store