جمعيَّة مجالس الأحياء، إحدى الجمعيَّات التعاونيَّة التي تهدف إلى تقوية روابط المجتمع عبر مجلس بكل حي، وهو عبارة عن مكانٍ يجمع الجميع تحت مظلَّة هذه الجمعيَّة.
بالمدينة المنورة مجالس أُسِّست قديمًا لا تتجاوز عدد أصابع اليدين.. وهناك عشرات الأحياء في انتظار تأسيس مجلس لهم عبر تعاون الأمانة والجمعيَّة، ورجال الأعمال المتبرِّعين، وهنا تكمن مشكلة الانتظار والتأخير، ما لم تكن هناك حلول فعَّالة تحت مظلَّة إمارة المنطقة؛ التي لا شكَّ أنَّها تُشجِّع وتُفعِّل مثل هذه المجالس.. وزيارة سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان لهذه المجالس بالمناسبات دعمًا لها وللقائمين عليها.
بحيِّنا الجميل والمتكاتف والمتحاب في مجلسنا وطلعتنا الشهريَّة، طرحنا الفكرة، ولدينا مدير نشط للحي والقروب العزيز عبدالمجيد الغامدي (أبو بدر)، اتَّخذ خطوات حاسمة من خلال تشجيع الجميع، سواء بقروب الحي أو بالمسجد، وفعلًا وصل العدد لأكثر من ٨٠ شخصًا، واتَّفقنا أنْ يكون رئيس الحي أحد رجال الأعمال الثّقات؛ الذي أعلن عن دعمه لهذا المشروع بمبلغ كبير، وهو قبل أنْ يكون مرشَّحًا، فاتح مجلسه للحي بكل مناسبة.
الجميل في الأمر، محبة الجيران لبعضهم البعض، ولكن غير الجميل أنه أحياناً يأتي مَن يتصف بالأنانية وضعف النفس؛ لكي يفسد هذا الحب الكبير بين الجميع، ينشر الذميمة ويحاول إفساد الودِّ بنشر المقارنات بين الكبار، وهو يعلم أنَّ الكبار لا ينظرون لمثل هذه الصغائر.
مجتمع الجيران يختلف عن مجتمع الأقارب أو الأصدقاء، فهم يلتقون يوميًّا بالمسجد والشارع وبكل مكان بالحي، لذلك الاحترام والتقدير ومراعاة حقوق الجار هي مَن تجعل الجار سعيدًا بجاره، وبالتَّالي المجتمع وأبناء الحي كلٌّ سعيد بجيرانه.
ولقد وصَّى الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالجار خيرًا، إذ قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «مَازَالَ جبريلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حتَّى أنِّي ظننتُ أنَّه سيُورِّثُهُ».
في كلِّ حي قاماتٌ وهاماتٌ يفخر بها أهل الحي بين أقرانهم، ففي حيِّنا نفخر بهم كلهم، وكلٌّ له دور بالمجتمع بكل إخلاص لوطنه، منهم مَن تقاعد، ومنهم مَن لا يزال يؤدِّي أمانته.
* خاتمة:
الحي المميَّز هو للقلوب النظيفة، أمَّا البغيضة والتي تنظر لنفسها فقط قبل الكل، ستلفظ أنفاسها قبل أن يكون لها دور في مجلس الحي.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
