Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

عشَّاق صوت فيروز

A A
المدمنون على سماع الفيروزيات مع إشراقة كلِّ صباح، تحوَّلوا في هذه الأيَام العصيبة إلى شاشات الفضائيَّات، يشاهدون بطولات أبناء غزَّة وهمجيَّة أبناء صهيون، وهم يتبتَّلون لله، ثم للقدس التي في بال فيروز، ويترنَّمون بغزِّة ما اختارته فيروز من أبيات (قصيدة القدس يا زهرة المدائن) للشاعر اللبناني سعيد عقل، وتلحين الأخوين رحباني: (لأجلك يا مدينة الصلاة أصلِّي، لأجلك يا بهيَّة المساكن يا زهرة المدائن، عيوننا إليك ترحل كلَّ يوم، تدور في أروقة المعابد، تعانق الكنائس القديمة؛ وتمسح الحزن عن المساجد).

وتتسمَّر العيون على شاشات الفضائيَّات العربيَّة مع غصَّات في القلوب وهم يشاهدون قذائف الهمجيَّة الوحشيَّة تنهمر عليهم من طيَّارات شياطين البشر التي تزرع الدمار والخراب، والعزَّة والتصميم الفلسطينيَّين من أبناء غزَّة البواسل على اجتثاب وباء السرطان الصهيوني.. ومع فيروز يتابعون: (الغضبُ الساطعُ آتٍ وأنا كلِّي إيمان، الغضبُ الساطعُ آتٍ سأمرُّ على الأحزان، من كلِّ طريقٍ آتٍ، بجيادِ الرهبةِ آتٍ، وكوجهِ اللهِ الغامرِ آتٍ آتٍ آتٍ...) ومع انهمار قذائف البغي والكفر على مساجد غزَّة، وكنيسة المعمدان فيها، يزدادون كفيروز إصرارًا، وهي تبتهل بصوتها المخملي: (لنْ يُقفل بابُ مدينتُنا فأنا ذاهبةٌ لأصلِّي، سأدقُّ على الأبوابِ وسأفتحُ الأبواب.. وستغسل يا نهرَ الأردن وجهي بمياهٍ قدسيَّة، وستمحُو يا نهرَ الأردن آثارَ القدمِ الهمجيَّة، الغضبُ الساطعُ آتٍ بجيادِ الرهبةِ آتٍ، وسيهزم وجه القوَّة.. البيتُ لنا، والقدسُ لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس.. بأيدينا للقدسِ سلامٌ آتٍ).

ومع شاعر غزَّة هارون هاشم رشيد وفيروز تصدح: (سنرجع يومًا إلى حيِّنا، ونغرق في دافئات المنى، سنرجع مهما يمرُّ الزمان، وتنأى المسافات ما بيننا، فيا قلبُ مهلًا ولا ترتمي، على درب عودتنا مُوْهَنًا....).

ويتابعون مع الاستماع لآخر أخبار هجمات الصهاينة على العرب الفلسطينيِّين المصمِّمين على تحرير بلدهم من رجس الغرباء الغزاة، الذين زرعتهم الإمبراطوريَّة البريطانيَّة، التي كانت لا تغيب عنها الشمسُ في أرض فلسطين المقدَّسة، ولما أفلِتْ شمسُها أنابت عنها (الكابوي) الأمريكيَّ لمواصلة الإبادة الجماعيَّة لعرب فلسطين، كما أباد أسلافهم من قُطَّاع الطرق غالبيَّة سكَّان العالم الجديد (الأمريكيتين)، وأوقيانوسيا (أُستراليا).

جرائم الغزاة الغرباء على أهالي غزَّة لا يقصر عن إبادة جماعيَّة، أثارت حفيظة الشرفاء في العالم، ودفعتهم لمطالبة الإدارة الأمريكيَّة بإجبار ربيبتها دولة كيان العصابات الصهيونيَّة على التوقُّف الفوري للحرب على غزَّة أرضًا وشعبًا... مثمِّنين مع التقدير ما جاء في كلمة الأمين العام للأمم المتَّحدة السنيور أنطونيو غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن: «إنَّ من المهمِّ أنْ ندرك أنَّ هجمات حماس لم تحدث من فراغ». وأضاف: «الهجمات التي تعرَّضت لها إسرائيل في 7 أكتوبر لا تبرِّر القتل الجماعي الذي تشهده غزَّة».

ولا يخفى على الشرفاء أنَّ الأرض التي تقوم عليها عصبة الكيان الصهيوني، هي أرض عربيَّة فلسطينيَّة، سلبتها بريطانيا، وقدَّمتها لليهود الصهاينة؛ ليقيموا عليها دولةً عنصريَّةً تخدم مصالح الغرب الاستعماري بعد أن خرجت عن طوقها مستعمراتها التي كان المورد الرئيس لرفاهيَّة شعوبهم على بؤس شعوبها.. وبتحقيق هذا، سهَّلت عودة شُذَّاذ الآفاق إلى فلسطين العربيَّة ليستفحل وباؤها السرطاني في عالمنا العربي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store