هرمجدّون..!!

إسرائيل تملكُ حوالى ١٠٠ قنبلة نوويَّة، تُنكرُ ذلك أم لم تنكره، وما قاله وزير تُراثها عن استخدام النوويِّ في غزَّة ليس من بناتِ أفكاره وحده، وما حصل من تجميد شكليٍّ مؤقّتٍ لهذا الوزير من قِبل رئيس الحكومة الإسرائيليَّة هو لإظهار أنَّ إسرائيل تُعارضُ استخدام أسلحة الدَّمار الشامل، وهذا أمام العالم، ولكن في دهاليزها تكمنُ أحقادٌ كثيرةٌ على كلِّ الفلسطينيين والعرب والمسلمين!.

هذا عن إسرائيل، فماذا عن أمِّها أمريكا؟ لقد أرسلتْ غوَّاصةً نوويَّةً إلى ساحل البحر الأبيض المتوسِّط، وفيها أكثر من ٢٠ رأسًا نوويًّا يمكن إطلاقها على أهدافها بصواريخ ذكيَّة لا تخطئُ الهدف، وما أسوأ من إسرائيل إلَّا أمريكا!.

هل من الصُدفة أنَّ عددَ قنابل هذه الغوَّاصة هو بعدد الدول العربيَّة تقريبًا؟ ربَّما محضُ صُدفةٍ!.

ولأنَّ غزَّة قريبةٌ من المُدن والمستعمرات الإسرائيليَّة فلا شكَّ أنَّ إسرائيل وأمريكا ستفكِّران مليًّا قبل التفكير بإلقاء قنبلة نوويَّة عليها، ولو صغيرة؛ لاحتماليَّة انتشار إشعاعها الخطير في كلِّ فلسطين التي تحتلُّها إسرائيل، وما دام الحالُ هكذا، فإنَّ المقصودَ من إرسال الغوَّاصة هو ردعُ الدول العربيَّة عن الدخول في حرب شاملة ضدَّ إسرائيل، وهذا هو العارُ بعينه، إذ كانت العلاقات بين معظم الدول العربيَّة وبين أمريكا حميميَّةً جدًّا، وفيها تآلفٌ، في كلِّ النواحي السياسيَّة والاقتصاديَّة والتنمويَّة، وتهديد كهذا منها تجاه الدول العربيَّة هو رسالة صريحة مفادها أنَّه بالإمكان التضحية بكلِّ الدول العربيَّة وسُكَّانها الذين يبلغون مئات الملايين، فيما لو تعرَّضت إسرائيل للخطر الوجودي، وهذا يكشف حقيقة العلاقة بين اليهود الصهاينة، وبين الغربيين المسيحيين الإنجيليين، وهي علاقة عقائديَّة مُستمدَّة من كُتبهم الدينيَّة المحرَّفة، وتتلخَّص في اتِّحادهم معًا لخوض حرب كونيَّة كُبْرَى ضدَّ المسلمين، وإفنائهم في معركة تُسمَّى (هرمجدّون)، وربَّما اعتقدوا أنَّه قد آن أوانها!.

من هنا تأتي أهميَّة التَّحالف العربي والإسلامي، فالأخطار كثيرة، وإنْ كانت هناك محاسن من حرب غزَّة الحاليَّة فهي قد فضحت ضغائن القوم ضدَّ العرب والمسلمين، وحرب غزَّة ليست سحابة صيف، أو غيمة شتاء ستنقشع، بل قد تتدحرج الأحداث مثل كرة ثلج من رأس الجبل. وتحالف العرب والمسلمين مع القُوى العالميَّة الشريفة هو خير سبيل للدفاع ضدَّ ما يُحاك في العلن والخفاء!.