Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

شنُّ زُمّيرة.. وطبقةُ نتنياهو!!

بضاعة مزجاة

A A
(يتطابق السياسيُّون الماكرُون مع بعضهم البعض في إجادة إخفاء أهدافهم الحقيقيَّة، بل وتحريفها عن غاياتها؛ كي لا تنفضحَ هذه الأهداف في حضرة أعدائهم المُشترَكين)!.

هذه قاعدةٌ معروفةٌ في السياسة، وقد تحقَّقت في شخصي أمين عام حزب الله اللبناني، حسن زُمّيرة، ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو!.

فالأوَّل ما زال يُكرِّر أنَّ طريقه يسير باتِّجاه القدس لتحريرها ومسجدها الأقصى من براثن الاحتلال الإسرائيلي، بينما يسلكُ كلَّ الطرق الأخرى غير طريق القدس، ويسلكُ طرق العراق وسوريا ولبنان واليمن، فاتكًا بآلاف السُّنَّة، ولو كانت هناك طريق لجزر الواق واق لسلكه أيضًا وهو يُردِّدُ: القدس.. القدس، كما يُردِّد الببَّغاءُ ما يسمعه ممَّن يحبسونه في قفص الطيور!.

والثَّاني صرَّح أنَّ كلَّ الطرق تؤدِّى إلى إيران، ويقصد أنَّ إيران هي التي أزَّت حماس لمهاجمة إسرائيل، ويلزم معاقبتها والانتقام منها، لكنَّه لم يقصفها ولو بدُمية دبُّوس خياطة لا يجرح في يد طفلة صغيرة، بل قصف منازل المدنيين في غزَّة، ومدارسهم، ومساجدهم وكنائسهم، ومستشفياتهم، وأطفالهم، ونساءهم، وشيوخهم، وكلَّ مظاهر الحياة في غزَّة المنكوبة!.

ولو سألت طالبًا في المدرسة عن هذا التَّطابق، لربَّما أجاب بأنَّه يوجد تحالفٌ بين الرَّجلين يُخفيانه لغايةٍ ما، وما هذه الغاية -كما يقول الكثير من المُطَّلعين- سوى إرادة تكثير الطُرق العربيَّة، باستثناء طريقَي القدس وإيران، وتشمل كلَّ الدول العربيَّة في الشرق الأوسط الجديد، الذي يُسوِّق له إسرائيليًّا وأمريكيًّا وبريطانيًّا وفرنسيًّا وغربيًّا بعد سلوك الرَّجلين المُضني ـيا حرام!ـ في التَّسويق، وتعبيد الطرق وسفلتتها على أحسن طراز من التَّدمير والإفساد!.

وهكذا وافق شنُّ زُمّيرة طبقةَ نتنياهو؛ وتزوَّجا زواجَ متعةٍ، سياسيًّا وعسكريًّا وعقائديًّا واقتصاديًّا، فالمطلوب من العرب الغيورين المُخلِصين هو إلغاء هذا الزَّواج، والتَّصدِّي لكلِّ المُخطَّطاتِ التي تبدو حقيقةً ماثلةً للعَيانِ ويستشرفها الجميعُ، وحفظ الله الأوطان العربيَّة، وأعاد لنا فلسطيننا وأقصاها الشريف!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store