Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الأسلوب الإسرائيلي في التبادل الاقتصادي!!

بضاعة مُزجاة

A A
من المعروفِ عالميًّا بين جميعِ الدُّول أنَّ تبادلها الاقتصاديَّ ليس بالغصبِ أو بالقوَّةِ، وليس فيه تهديدٌ، فالتبادل الاقتصادي هو في أوَّل الأمر وآخره تجارةٌ، وبين التُجَّار يفتحُ الله، فإنْ توافقتْ دولتان على تجارةٍ ما، فنِعِمَّا هي، وإلَّا فهناك الكثيرُ من البدائل التي اعتمدتها منظَّمة التِّجارة العالميَّة، وارتضاها القانونُ الدوليُّ الذي دُوِّن لحفظ حقوقِ ومكتسباتِ الجميع.

إلَّا دولة واحدة مارقة هي إسرائيل، ومَن غيرها؟ تنظرُ للتَّبادل الاقتصاديِّ نظرةً مختلفةً، فيها من الغرورِ الاحتلاليِّ أكثر ممَّا فيها من منفعة وتبادل اقتصاديٍّ، والأمثلةُ كثيرةٌ لكنَّ أحدثها هو التَّعليق الذي نشرته صحيفةُ المرصد السعوديَّة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، نفتالي بينيت، على إعلان وزير الخارجيَّة الأردني بعدم التوقيع على اتِّفاقيَّة لتبادل الطَّاقة بالمياه مع إسرائيل، إذ قال بالحرفِ الواحدِ: (إذَا كانَ الأردنُ يريدُ أنْ يُعطِّشَ سُكَّانَهُ، فهذَا من حقِّهم) حسب وسائل إعلام عبريَّة، وأردف أنَّ إسرائيلَ لديها ما تحتاجه من مصادر طاقة، لكنَّ الأردن ليس لديه ما يكفي من المياه لسُكَّانه، مؤكِّدًا أنَّ الإسرائيليِّين لا يريدُونَ ذلك، وليسُوا بحاجة لذلك، كما أشار إلى أنَّ إسرائيل بادرتْ بتحلية مياه البحر، وتدفُّق المياه المُحلَّاة إلى نهر الأردن، للسَّماح للأردن بضخِّ المزيدِ من المياه!.

وهذا الأسلوب الإسرائيلي خالٍ من الذَّوقِ واللياقة، وفيه استعلاءٌ على جيرانها العرب الذين عقدوا معها اتفاقيات بسلام وتبادل اقتصاديٌّ، ويتجاوز خطوط السيادة لأيِّ دولة فيما تُقرِّره من قرارات اقتصاديَّة حسب مصالحها العُليا، وبدلًا من استخدام لغة التَّهديد كان عليها أنْ تتجنَّب ما يُضايقُ جيرانها إنْ كانت ساعيةً حقًّا للعيش بسلام معهم، الأمر الذي يُؤكِّد صعوبة التَّعايش مع دولة تستعلي وتُهدِّد، إمَّا ما تراه هي، وإمَّا غير ذلك من الخطوات المرفوضة في القانون الدولي، الذي يفترض أنَّ كلَّ الدُّول هي سواءٌ، وأنَّ زمنَ الهيمنة والسيطرة والاستعمار قد ولَّى لغير رجعة، وهذه الصعوبة هي صفاتٌ لليهودِ منذُ قديم الزَّمان، ويحثُّهم عليها تلمودهم الذي يزعمُونَ فيه -كذبًا- أنَّه تعليماتُ الإلهِ الشفهيَّة لهم، وقد استعلُوا حتَّى على أنبيائِهم وقتلُوا بعضَهم، وهي سرطان زرعه الغربُ في أرض العرب، ويا أمان المستقبل العربيِّ مع هذا الكيانِ الغاصبِ والمحتلِّ!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store