القصورُ في أيِّ عملٍ يحتاجُ إلى إعادةِ نظرٍ، خاصَّةً إذا ما طالت المشكلةُ شهورًا وأعوامًا، ومازالت تُشكِّلُ واقعًا مفروضًا، علم به الجميع.
عندها يكونُ المجتمعُ بأكملهِ في الصورة، ويكون كلُّ مسؤولٍ موجودًا في إدارته، فيكون للمواطن الحقُّ في الخدمات المفروضة على كلِّ جهة من ميزانيَّتها السنويَّة التي تضخُّها الدَّولةُ لخدمة المواطنين.
نعم هناك أولويَّات تُوضع ضمن خطَّة تُنفِّذها الجهةُ، وأيضًا هناك مشروعات لإمارات المناطق تأخذُ ترتيبها أولًا، ولكنْ أنْ تمرَّ أكثرُ من عشرات السنوات أو تقل أو تزيد قليلًا لاستكمال عشرين كيلومترًا لطريقٍ يخدمُ آلاف البشر، فيكون التَّقصيرُ واضحًا للجميع، وربَّما اللامبالاة، وربَّما أيضًا عدم إيصال الصوت بشكلٍ كافٍ، وهنا أقصدُ إكمال طريق المراميَّة من مجيرة الرابط بالعيص، حيث المستشفى وبقية الخدمات، التي يُضَّطرُ معها المواطن لسلوك طريقٍ آخرَ عبارة عن مئات الكيلومترات، في حين أنَّ هناك عشرين كيلومترًا تختصرُ ذلك الجهد، ولكنْ لم تكتملْ رغم الوعود، وكأنَّها أصبحت في طي النِّسيان، فهذه تُشكِّل معضلةً كبيرةً.
محافظةُ العيص هي المسؤولةُ عن إتمام هذا الطريق؛ لأنَّ مركز المراميَّة إداريًّا تابعٌ لها، وبعد ذلك تتدرَّج المسؤوليَّة، «وكلُّكُم رَاعٍ وكلُّكُم مسؤولٌ عن رعيَّتِهِ».
أيضًا وادي الحمض، كلَّما نزلت الأمطارُ يُغلق طريق أصبح دوليًّاً، يربط الساحل وحجَّاج مصر والأردن القادمين بحرًا.. والمواطنون بالمدينة المنوَّرة بين المنجور والمراميَّة حكايةٌ أُخْرَى لجسر أو كوبري يُسهِّل الحركةَ، ويقضي على مشكلة سيلان الوادي.
فهل من المعقولِ أننا مازلنا مع كلِّ حالةٍ مطريةٍ نشفطُ المياهَ بطرقٍ بدائيةٍ، من أجلِ فتحِ الطريقِ، والمملكة -ولله الحمد حسب توقعات الأرصاد- تمرُّ خلال عشر السنوات المقبلة بأمطارٍ تعمُّ الديارِ، ولابدَّ من وضع الخطط والمشروعات، وإكمال الجسور لتسهيل تصريف الأمطار؟!.
* خاتمة:
القصورُ يحتاجُ إلى إعادةِ نظرٍ سريعةٍ، والتَّقصيرُ يحتاجُ محاسبةً.. فلو كانَ الأمرُ يرجعُ إلى إهمالٍ أو تجاهلٍ، فلن نجدَ الحلولَ أبدًا دونَ المحاسبةِ؛ لأنَّ الإهمالَ يعني عدمَ الكفاءةِ وعدمَ تحمُّلِ المسؤوليَّةِ، ومَنْ أَمِنَ العِقابَ أساءَ (التَّصرُّفَ)!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
