Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

العقيدة والحبل والاقتصاد.. وإسرائيل!!

A A
ما يُؤكِّدُ وجودَ مُخطَّطٍ توسُّعيٍّ خطيرٍ لتحويلِ إسرائيل من دولةٍ صغيرةٍ -مُحاطةٍ بجيرانَ مُسالِمِينَ- إلى إمبراطوريَّة كُبْرَى هو ثلاثةُ أمورٍ:

العقيدةُ.. الحبلُ.. الاقتصادُ..

أمَّا العقيدةُ، فاليهودُ يعتقدُون اعتقادًا جازمًا أنَّ اللهَ قد قالَ لهم في تلمودهم -الذي هو أوامرُ اللهِ الشفهيَّة لهم، وليست التوراةَ المكتوبةَ، وكلتيهما مُحرَّفة-: أنَّ كلَّ أرضٍ قدْ وطئوهَا بأرجلِهم هي أرضُهم، وعلى هذا، فإنَّ الشرقَ الأوسطَ -تقريبًا- هو أرضهم، وهذا اعتقادٌ جنونيٌّ -حاشا لله أنْ يأمرَ بهِ لأيِّ عِرقٍ من النَّاسِ، وهو افتراءٌ على اللهِ، الذي يُورثُ الأرضَ تداولًا بينَ النَّاسِ، ليرى كيف يعملُون!.

وأما الحبلُ، فإنَّ اليهودَ أقلُّ عدداً، وأحقرُ جُنداً من باقي الأمم، ولا يستطيعون -وحدهم- النجاةَ، فضلاً عن إقامةِ إمبراطوريةٍ إلا بحبلٍ من الناسِ، أي معاونة من الناس، وهم طيلةُ تاريخِهم يلصقونَ أنفسهم بالدول القوية، ويشكلون لوبيات ضغطٍ عليها، ويستغلونها لتحقيقِ مآربهم، فاعتمادهم على بريطانيا -عندما كانت عُظمى مثلاً- قدْ حقَّقَ لهمْ وعدًا بإقامةِ دولةٍ في فلسطين، واعتمادهم الحالي الكامل على أمريكا خصوصًا، والغرب عمومًا، هو مِن هذا القبيلِ، وقد تقاطعتْ معتقداتُ أمريكا والغرب الصليبيَّة مع معتقداتِ إسرائيل التلموديَّة، فتلاحَمَ الطَّرفان، وكوَّنا فريقًا واحدًا قويًّا لا سيَّما بعد الانفراد الأمريكي بالسَّطوةِ العالميَّةِ، إثر انهيارِ الاتِّحادِ السوفييتي، وعدم تمكُّن الصِّين وروسيا من موازنةِ الأمورِ!.

وأمَّا الاقتصادُ، فهو مطمعُ إسرائيل والغرب الأكبر، والشرق الأوسط مليءٌ بالثَّرواتِ الجوفيَّةِ والسطحيَّةِ، فضلًا عن موقعه الفريد الذي يصلُ بين آسيا وإفريقيا وأوروبا وباقي العالم، ومَن يُهيمنُ عليه بممرَّاتِهِ ومضائقِهِ، وسهولِهِ وجبالِهِ، ومعادنِهِ وأنهارِهِ، وبحارِهِ وتضاريسِهِ وطقسِهِ، يكادُ يحكمُ العالمَ، ويسيطرُ على الاقتصاد، وإسرائيل قبل حرب غزَّة كانت في المركز الاقتصاديِّ رقم ٢٦، وتسعى للمزيد، ولا يتسنَّى لها ذلك إلّاَ بمزيدٍ من الأراضي والثَّرواتِ والطَّاقاتِ!.

مرَّة أُخْرَى: العقيدةُ والحبلُ والاقتصادُ، تُؤكِّدُ المُخطَّطَ التوسُّعيَّ الرَّهيبَ بإنتاجٍ صليبيٍّ؛ هو امتدادٌ للحروب الصليبيَّةِ القديمةِ، وبإخراجِ بني إسرائيل الصهاينة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store