Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

الناعقون في الظلام!

A A
يتصاعدُ نعيقُ الغربانِ ونباحُ الكلابِ المسعورةِ في زحمةِ الأحداث هذه الأيَّام على السعوديَّة، وبعض الدُّول العربيَّة، وليس غريبًا عليهم ذلك، فهم كخفافيشِ الظَّلامِ المعروف نشاطها، ومتى يكون!! في محاولةِ تضليلِ الرَّأي العامِّ، والتَّقليل من جهودِ المخلصِينَ وهم أمام ذلك:

كَنَاطِحٍ صَخْرَةٍ يومًا لِيُوهِنَهَا

فَلَمْ يُضِرْهَا وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ (الفشل)

أيُّها النَّاعقُونَ والنابحُونَ عبرَ وسائلِ الإعلامِ المأجورةِ، يا مَن تأكلُونَ لمًّا، وتوسعُونَ ذمًّا: إنَّ مواقف المملكة العربيَّة السعوديَّة على امتدادِ قضيَّة فلسطين وأهلها، سجَّلها التَّاريخُ على صفحاتهِ بمدادِ الفخرِ والاعتزازِ، ويعلمُها ويشيدُ بها البعيدُ قبلَ القريبِ، ولن تستطيعَ أبواقُكم المأجورةُ وأهدافُكم القاصرةُ أنْ تُغيِّرَ من ذلك قيدَ أُنْملةٍ، فموتُوا بغيظِكم، فلنْ تنالُوا من نعيقِكم ونباحِكم سوى الخسرانِ والخيبةِ والفشلِ الذَّريعِ.

لقدْ أدركَ العالمُ أجمعْ، ومنذُ قيام المحتلِّ الغاشمِ بالاعتداء على قطاع غزَّة والضفَّة الغربيَّة، المواقفَ المشرِّفةَ والنبيلةَ للمملكةِ، حكومةً وشعبًا وقيادةً، وما قامت به من جهودٍ إنسانيَّة، تمثَّلت في إعلانِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بقيام حملة شعبيَّة في أرجاء المملكة لنُصرةِ الشعبِ الفلسطينيِّ، بدأها هو -أيده الله- بمبلغ (30) مليون ريال، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- بمبلغ (20) مليون ريال، ثمَّ توالت تبرُّعات المواطنِينَ حتَّى بلغت الملايين، وفي تزايدٍ مستمرٍّ، إضافةً إلى تدفُّق المساعداتِ الإنسانيَّة المتنوِّعة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانيَّة، برًّا وجوًّا وبحرًا، على مرأى من العالم.

وإضافةً إلى هذه الجهود الإنسانيَّة، فقد كان للدبلوماسيَّة السعوديَّة، ممثَّلةً في جهود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجيَّة الأمير فيصل بن فرحان، المساعي المكثَّفة والمستمرَّة مع الجهات الدوليَّة، سعيًا لإيقاف نزيف الدم في غزَّة والضفَّة الغربيَّة، وإدخال المساعدات الإنسانيَّة، وإعادة الكهرباءِ والمياهِ، والتوقُّف عن هدم المنازلِ والمساجدِ والكنائسِ، والاستيلاء على المستشفيات، كان آخر هذه الجهود الموفَّقة، الدعوة لإقامة القمَّة العربيَّة الإسلاميَّة في العاصمة الرياض، للخروج بنتيجة تُعيد الحقَّ إلى نصابه، وكان من نتائجها ما جاء في بيانها الختاميِّ الموفَّق، العديد من التَّوصياتِ المثمرةِ والمنصفةِ والبنَّاءةِ، وما زالت الجهودُ والجولاتُ دائبةً وحثيثةً مع الجهات ذات العلاقة دوليًّا، من قِبَلِ سمو ولي العهد، ووزير الخارجيَّة؛ رغبةً في التَّوصل إلى حلٍّ يوقف العدوانَ الإسرائيليَّ، وإيقاف المجازر التي يرتكبها، ظلمًا وعدوانًا على قطاع غزَّة وأهلها، ومدن الضفَّة الغربيَّة وساكنيها، والتي ذهب ضحيَّتها آلاف المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السنِّ، على مرأى من العالم، متخطِّيًا بذلك كلَّ المواثيقِ والأعرافِ الدوليَّةِ.

وهكذا تظلُّ مواقفُ المملكة العربية السعودية، حكومةً وشعباً وقيادةً، مع الشعبِ الفلسطينيِّ ثابتةً، ودعمها الماديُّ والمعنويُّ والسياسيُّ مستمراً، لا يوقف ذلك أراجيفُ المرجفين، وأصحابُ القلوبِ المريضةِ، (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store