Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

ماذا بعد طوفان الأقصى..؟

A A
هدنةٌ وتبادلُ أسرى هل تطمسُ جرائمَ الحربِ التي ارتكبتها إسرائيلُ مع سبقِ الإصرار؟

الصهيونيَّةُ العالميَّةُ تعوَّدت أنْ تجبر العالم على التَّغاضي عن جرائمها؛ بحجةِ مظلوميَّة اليهود التي اُرتكبت على يد الاوربيِّين في القرن الماضي.. والمقارنةُ الحقيقيَّةُ لا تخفى بأنَّ الذي فعلت وتفعله إسرائيل في حقِّ الشعبِ الفلسطينيِّ منذ احتلالها الأراضي الفلسطينيَّة، وتشريد المواطنين بشكلٍ ممنهجٍ منذ سبعين عامًا هو أبشع من الوصفِ الذي يذكره التاريخ والموسوم بالممارسات النازيَّة التي زرعها اليهودُ في عقولهم وعقول أجيالها؛ حتَّى أصبحت منهجَ حياةِ انتقاميًّا يمارسُونه ضدَّ كلِّ مَن اختلف معهم، أو عارض تجاوزاتهم يُوصم -فورًا- (بالانتي سمتك) أي ضدَّ السَّاميَّة= ضد اليهود، وبذلك يُجاز لهم الانتقام للماضي، كمن يضربُ الخيالَ لأنَّه شبحُ الخوفِ والرُّعب الذي زرع في أذهانهم من خلال التَّعليم المكثَّف والفعاليَّات الخاصَّة بهم.

وفي ضوء طوفان الأقصى، ستُطرح أسئلة كثيرة، منها:

مَن سيرحلُ من غزَّة والضفَّة الغربيَّة.. الفلسطينيُّون «أهل الأرض» أم الصهاينةُ «الغزاة المعتدين»؟

والإجابةُ العقلانيَّة إنَّ صاحبَ الأرض سيبقى، ومَن سيرحل هو المحتلُّ الغاصبُ الظالمُ الذي يقتل على الهويَّة بدون أيِّ تردُّد، أو تمييز بين أطفال خدَّج، وامرأة، وشيخ على عكازٍ.. ولا بين مشفى، ومدرسة، ومئذنة مسجد، أو برج جرس معبد مسيحي.. أو شجرة زيتون..!

الكلُّ في نظر الصهاينة أعداء يجب تدميرهم؛ لفسح الطريق لمزيد من المهاجرين الصهاينة؛ ليستقرُّوا وينعمُوا بعيدًا عن عنصريَّة أوروبا وأمريكا، ويتمسَّحُوا بجدار المبكى طمعًا في العفو والتَّكفير عن ذنب صلب المسيح كما خُيِّل لهم.

وماذا عن تدمير مقرَّات الأونروا الأمميَّة؛ بحجَّة أنَّ مقاتلي حماس يختبئون بداخلها، ولم يجدوا إلَّا أطفالًا ونساءُ لجأوا لمأوى يحميهم من القنابل الحارقة، وبطش جنود إسرائيل.

والسؤال الثَّاني: ماذا تعلَّم العالمُ من الحرب على غزَّة؟ وما هي الحلول والثَّمن الذي سيدفعه مجرمُو الحرب «نتنياهو وجيشه»؟ وهل سيكون العقاب مُجزيًا لتعويض أمَّهات عن فقد أطفالهنَّ، وتدمير المنازل بقنابل وصواريخ محرَّمٌ استعمالها دوليًّا؛ لأنَّها مصنَّفة أسلحة دمار شامل؟

تدَّعي إسرائيل أنَّ مقاومة الاحتلال إرهابٌ، والحقائق التي لا جدال فيها أنَّ الإرهابيَّ هو مَن يقطع الماء والكهرباء، ويدمِّر كلَّ وسائل الحياة في سبيل بحثه عن مقاوم فلسطيني، اضُطرته لعنة الوجود الإسرائيليَّة للدِّفاع عن أرضه، وأطفاله، وكيانه.

اعترفت إسرائيلُ أنَّها فقدت 500 من مقاتليها، وفي المقابل قتلت خمسة عشر ألفًا من شعبِ غزَّة، 50% من الأطفال، والبقيَّة من النساء وكبار السن، وخلَّفت عشرين ألفَ جريحٍ.. هذه الإحصائيَّات حتَّى يوم الجمعة الماضي قبل الهدنة.. وأحزان البحث عن المفقودين تحت الأنقاض لا نهاية لها..!

انتفاضةُ طوفانِ الاقصى والحربُ الإجراميَّة على غزَّة كشفت القناعَ عن الصهاينة، وستزيدهم نقمةً أينما وُجدوا؛ بسببِ أفعالهم اللاإنسانيَّة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store