أثبت العُدوان الإسرائيليُّ الوحشي على أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزَّة أنَّنا في حضرة شعب مريض نفسيًّا هو الشعب الإسرائيلي بمن فيه من حكومات وجيش وأفراد ومؤسِّسات، وأنَّ هذا الشعب يحتاج لعلاج نفسيٍّ دائم يحول دون تطوُّر مرضه والتأثير الخطير على مَن يعيش بجواره من أناس ودول لا سيَّما في العالم العربي الذي اُبْتُلِي بجيرته!.
ولو راجع هذا الشعب طبيبًا نفسيًّا، وسأله الطبيب عن شكواه المرضيَّة، لقال له إنَّه شعب الله المُختار، وغيره ليس مُختارًا من الله، واختياره هنا معناهُ تفضيله على غيرهِ، والمُفضَّل عادةً يفعل ما يشاء من أخطاء وجرائم وجنايات بدافعٍ نفسيٍّ غريبٍ هو أنَّه المُفضَّل ولن يُعاقب، فالله الذي خلق الجميع معه فكيف يعاقبه مباشرةً أو يُسلِّط عليه مَن يُعاقبه بطريقة غير مباشرة!.
وهذا الشعب كان ضحيَّة لمحرقة نازية عظيمة في أوروبا، وسواء كانت المحرقة حقيقيَّة أو مُزيَّفة أو حتَّى قد وقعت مع المبالغة بحجمها إلَّا أنَّ ذلك انقلب لمرض نفسي خطير هو تعامله المتجذِّر في نفسه مع كلِّ العالم بأنَّه البريءُ الذي يستحقُّ المساعدة إلى يوم القيامة، وأنَّ مَن لا يساعده هو مُعادٍ للساميَّة، وعدوٌّ للإنسانيَّة، إلخ... إلخ... إلخ، وهكذا وعندما يُجرم في حقِّ أحد، مثلما أجرمَ في حقِّ غزَّة وأطفالها ونسائها وشيوخها ومستشفياتها ومساجدها وكنائسها ومدارسها وبُنيتها الخدميَّة التحتيَّة فهذا ليس جريمةً، بل حقُّ الدفاع عن النَّفس الذي يجب على العالم أنْ يُساعده في اقترافه بلا تردُّد، وهو حقٌّ مُكتسب لا ينازعه فيه مخلوق.
ومرض هذا الشعب مرضٌ حادٌّ ومُزمن، وهو خليط من الانفصام الشخصيِّ والجنون العقليِّ والغرور والنرجسيَّة والأوهام المتأصِّلة واضطرابات السلوك الفوضوي والعدائي للشعوب الأخرى، ولهذا غرزته أوروبا وأمريكا بين ظهراني العرب ليس حُبًّا فيه، بل كُرهًا للعرب، وليعفو عنِّي التاريخ الإنسانيُّ إذا قُلْتُ إنَّ الأرضَ الوحيدة الصالحة لبني إسرائيل هي مصحَّة نفسيَّة تؤهِّلهم لحياة إنسانيَّة داخل دول أخرى، وليس حياة في دولتهم الخاصَّة بهم، كما كانوا يعيشون منذ قديم الزَّمان، يدفعون الجزية لمَن يُقدِّم لهم السَّلام والأمن والاستقرار!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
