Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

انتخابات.. ولكن!!

A A
صحيحٌ أنَّ الانتخاباتِ هي عمليَّةٌ رسميَّةٌ لاختيارِ شخصٍ أو أشخاصٍ لتولِّي منصبٍ رسميٍّ في قطاعٍ ما، ومن المهمِّ التَّمييز بين شكل الانتخابات ومضمونها، وما يمكن أنْ تحقق من نتائج تساعد على نجاح المنظومةِ، وتحقِّق أهدافها بكلِّ كفاءة واقتدار، وكيف لهذه الانتخابات أنْ تُعطي نتائجَ إيجابيَّةً من خلال الفرصة التي تُمنَح للمُنْتَخَب، والتي يجبُ أن يستغلَّها جيدًا لتحقيق الخطط الإستراتيجيَّة، والأهداف المستقبليَّة لهذا القطاع بشكلٍ مميَّزٍ، محقِّقًا لنفسه النَّجاح والتميُّز خلال المدَّة المتطلَّبة في هذه المنظَّمة.

شخصيًّا، خضتُ تجربةَ الانتخاباتِ سابقًا، ولم أُجِدْ لعبتها، ولم أنجحٍ قط فيها، ولا أدري حقيقةَ الأسبابِ، هل كانت منِّي شخصيًّا، أو من طريقة التَّعامل مع حجمِ الموضوع وأهميَّته، أو حتَّى من خلال مجاراة هواميرِ الانتخابات وسادتها؟! ولم تكنْ لي خلفيَّةٌ كبيرةٌ حولَ قوانين اللعبةِ وأبعادها، وما يمكنُ أنْ يتحقَّق من نتاجِ الدخول في هذه المسابقةِ من مكاسبَ، أو حتَّى من خسائرَ كبيرةٍ على مستوى العلاقات الشخصيَّةِ مع كلِّ مَن يكون في هذا المضمار، عمومًا وباختصار، لم أنجحْ بها، ولكنِّي حقيقةً تعلَّمتُ الدَّرسَ جيدًا، وأدركتُ أنَّ هذا الأمرَ له المختصُّون فيه، ومَن يجيدُون جمعَ الأصواتِ ويتقنُونَ فنونَهَا، وأعترفُ -بكلِّ شجاعةٍ- أنَّني لستُ منهم.

الانتخاباتُ هي نوعٌ معبرٌ وصريحٌ عن الديموقراطيةِ في جميعِ المنظمات، ولها من الإيجابياتِ وكذلك من السلبياتِ، ولكن عندما تنتهي الانتخاباتُ، وتبدأ مرحلةُ العملِ، ويجلسُ الجميعُ على طاولة الاجتماعاتِ تتوحدُ الجهودُ والاتجاهاتُ نحو الأهدافِ الرئيسة للمنظمةِ، حتى لو تعارضتْ مع الأهدافِ الشخصية للجميع، فهنا تبدأُ مرحلةٌ جديدةٌ، لا تحتمل إلا التعاون والتكاتف لنجاح المنظومة، وليس غير ذلك، ومن الطبيعيِّ جدًّا أنْ يكونَ بعضُ المُنْتَخَبين -وخصوصًا المُستَجَدِّين منهم- بعيدين عن آليَّاتِ عملِ المجالسِ في المنظَّمات، وكيفيَّة التَّعامل من خلالها مع الزملاء، أو حتَّى الإدارات التنفيذيَّة في المنظَّمة، فلذلك لابُدَّ من التحلِّي بالهدوءِ والانتظارِ والمزيدِ من التعلُّم، حتَّى يكونَ الدورُ الذي يؤدِّيه الشَّخصُ يحملُ الإيجابيَّة والمشاركة الفعَّالة لإنجاح العمل، وتحقيق أهداف النَّاخبين، وأهداف المنظَّمة بكلِّ وضوحٍ.

كفاءةُ المُنْتَخَبِ تعتمدُ على دوره وفاعليَّته، وليس -فقط- على فوزهِ بهذهِ الانتخاباتِ، فكم رأينا من فائزين ومكتسحين بالانتخابات، ولكن لمْ نرَ لهم نتائجَ تُذكر على أرضِ الواقع، وكأنَّ هدفهم فقط الوصولِ إلى طاولةِ الاجتماعات، وتحقيق مكاسب شخصيَّة، ومن ثَمَّ البحث عن مواقع وانتخابات أُخْرَى، الفرصُ تأتِي كثيرةً، ولكنْ قليل مَن يستغلُّها، ويُثبتُ أنَّه على قدْرِها، ويثبتُ أنَّه مكسبٌ أينما يحلُّ، وهو من مكاسب الانتخاباتِ في أيِّ منظَّمة، فهل أنت منهم؟!.

(يكثرُ الكذبُ -عادةً- قبلَ الانتخاباتِ، وخلال الحربِ، وبعدَ الصيدِ).. «أوتو فون بسمارك».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store