Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

عزيزي هنري!!

A A
فَطَسَ وهَلَكَ وزيرُ الخارجيَّة الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، ذلك اليهوديُّ الخبيثُ الذي كان يبغض العرب، كلَّ العرب، من الخليج للمحيط!.

ولو رآه الشاعرُ العربيُّ الذي قال بيت الشعر التَّالي؛ لصاح أنَّ كيسنجر هو المقصود.. هو المقصود في بيت الشعر:

تظلُّ في قلبِهِ البغضاءُ كامنةً..

فالقلبُ يكتمُهَا والعينُ تبديهَا!.

ولا يوجد شخص أمريكيٌّ يهوديٌّ قد خدم إسرائيل الصهيونيَّة مثل كيسنجر، بكلِّ ما أُوتي من مكر ودهاء، وقدرة خارقة على التَّآمر والتَّخطيط المستقبليِّ، والكيد للعرب باسم الدبلوماسيَّة!.

وهو الأبُ الروحيُّ (The God Father) لرئيس الوزراء الإسرائيليِّ الحاليِّ بنيامين نتنياهو، وهذا الأخير لا يُناديه إلَّا بكلمة (عزيزي)، وهناك توافقٌ تام في المظهر والجوهر بينهما؛ لدرجة أنَّه يمكن القول بأنَّ الجامعة التي درس فيها نتنياهو هي رؤى كيسنجر، وأنَّ نتنياهو هو التلميذُ النجيبُ، وعزيزه كيسنجر هو الأستاذُ العبقريُّ، وهناك صورة لهما وهما يُمسكان بأيدي بعضهما، كما لو كانا عاشقَيْن ولهانَيْن، وقد رثاه نتنياهو بعباراتٍ تُثبت حزنه العميق على فراق الابن الصهيونيِّ للأبِ الأكثر صهيونيَّة!.

وهناك تقارير ومؤسسات بحثية وكتاب سيرة ذاتية يؤكدون؛ أنَّ كيسنجر مسؤولٌ عن مقتل وتهجير ثلاثة ملايين من البشر في فيتنام، وكمبوديا، والشرق الأوسط، فلا عجب إنْ سار على نهجه تلميذه نتنياهو، إذ ما زال يقتلُ ويهجرُ آلافَ الفلسطينيين، ولو عاش إلى سنِّ المئة مثل كيسنجر؛ لربما بلغ ضحاياه في فلسطين وما حولها ملايين البشر!.

وكيسنجر قبل هلاكه كان يتنبَّأ كثيرًا بوقوع حرب عالميَّة ثالثة لا تُبْقِي ولا تَذَرْ، وهذا على مرأى من العالم، ولكنَّ الذي قد لا يعلمه العالمُ أنَّه ليس من المتنبِّئين بل من المُخطِّطين لهذه الحرب، وهو موسوعة دسائس، ومعجم تخطيط، وقاموس تآمر لإعلاء الصهيونيَّة والماسونيَّة والإمبرياليَّة في كلِّ مكان، تربُّصًا لمسيحهم الأعور الدجَّال!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store