Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

قراءات

A A
آه يا أُمِّي وأشواك الأسى

تلهبُ الأوجاعَ في قلبي المذابِ

فيكِ ودَّعتُ شبابِي والصبَا

وانطوتْ خلفِي حلاواتُ التَّصابِي

كيفَ أنساكِ وذكراكِ علَى

سفرِ أيَّامِي كتابٌ في كتابٍ

إنَّ ذكراكِ ورائِي وعلَى

وجهِي حيثُ مجيئِي وذهابِي!

من قصيدةٍ رثائيَّة طويلة بعنوان: (مناجاة على قبر أمِّي)، للشَّاعر اليمنيِّ الراحل عبدالله البردوني -رحمه الله- في رثاء أمِّه، نُشِرَت في مجلَّة قريش، لصاحبها الرَّاحل الرَّائد الأستاذ أحمد السباعي -رحمه الله- في الثمانينيَّات الهجريَّة، في عهد صحافة الأفراد، وتضمَّنها أحد دواوينه الشعريَّة فيما بعد.

*****

تذكَّرتُ هذه الرثائيَّة المُعبِّرة في فقدِ الأُمِّ، كغيري من الأبناء الذين تيَّمهم حبُّ الأمَّهات، في إحدى زياراتي المتكرِّرة لقبرها -رحمها الله- داعيًا لها -ولكلِّ أُمٍّ- بالرَّحمة والمغفرة، مستلهمًا سيرة حياتي معها صغيرًا وكبيرًا، وما تخلَّلها من مواقفَ وذكرياتٍ لا تُنسى، فقد كانت لي -بعد وفاة والدي- بمثابة الأبِ والأمِّ، ومن توفيق الله لي واكتمال سعادتي، أنَّها عاشت معي في أُخْريات حياتها، والتي امتدَّت لأكثر من (35) عامًا، وكان لها الدَّورُ البارزُ في تربية أبنائي وبناتي، حتَّى توفَّاها اللهُ، وكان لفُراقها شديدَ الأسى والحزن؛ لأنَّها كانت بمثابة (حمامة سلام ومباركة في حياة الأسرة). وهكذا حال الدُّنيا (إقامةٌ غيرُ دائمةٍ ورحيلٌ مستمرٌّ)، (ولا يدومُ على حالٍ لها شأنُ)، والبقاءُ لوارث الأرضِ ومَن عليها.

وفَّقنا اللهُ جميعًا لبرِّ والدينا، بالبرِّ والطاعة لهم، وخفض الجناح أحياءً، وزيارة قبورهم والدُّعاء لهم والتَّرحُّم عليهم، وتعهُّدهم بالدُّعاء والصدقات لهم أمواتًا، آمين يا رب العالمين.

*****

من الإهداءات المميَّزة التي تقدِّمها المجلةُ العربيَّة لقرائها كتاب: (الإهداء المجاني)، المصاحب لكلِّ عددٍ من أعدادها الشهريَّة، وتُعتبر هديَّة قيِّمة في معناها، وغير مسبوقة في مجالها، وتتفوَّق بها على ما سواها من المجلَّات المماثلة، والمفيد فيها أنَّها متنوِّعة التخصُّصات، وتتماشى مع رغبات القرَّاء وأذواقهم، وكواحدٍ من قراء هذه المجلة العريقة تاريخًا ومسيرةً، ومن حسن اختياراتها الموفَّقة في كتبها المُهداة كتاب الدِّراسة الأدبيَّة التحليليَّة عن (الشعراء الصعاليك بين التفاوت الطبقيِّ والتوافق الفكريِّ)، لمؤلِّفه الأستاذ حسن عبدالفتاح الحضري، المصاحب للعدد 564 سبتمبر 2023م، صفر 1445هـ، والحقُّ أنَّها دراسةٌ تحليليَّةٌ جاذبةٌ وحَرِيَّةٌ بالقراءةِ، لا يستغني عنها الباحثُ والدَّارسُ على حدٍّ سواء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store