لا شك أن خطوات التوظيف متلاحقة، ونأمل أن تحظى باهتمامٍ أكبر من القطاع الخاص، والجهات الأخرى، وأن نجد السعوديين والسعوديات في مناصب عليا، وفي وظائف تليق بهم، وأن يتمكنوا من خدمة وطنهم من خلال التوظيف وممارسة الواجب، والارتقاء بالآمال والطموحات، والمشاركة في عملية البناء والتنمية ونهضة الوطن، وهذا أقل واجب، ومن صميم الحقوق الوطنية، سواء حق الوطن على أبنائه في التوظيف والمشاركة المجتمعية، أم حق المواطن تجاه وطنه في المشاركة والعمل والإنتاجية.
ومن هنا كانت الضرورات لفتح المدارس والجامعات من أجل التعليم، وكسب المهارات والقدرات، والتفوق العلمي والمعرفة، فـ(المعرفة قوة)، ومن هنا كانت أسباب اكتساب الخبرات والعمل الجاد، وأخذ الدورات تلو الدورات، والتدريب المستمر على رأس العمل وقبله، ومن خلاله، وأثناء العمل.
إذاً نتفق جميعاً أن التوظيف مطلب لفتيات وشباب الوطن، وقبله التدريب وأخذ الدورات، سواء من المواطن نفسه، والعمل على استثمار وقته، والدخول إلى سوق العمل بثقةٍ وخبرة ومهارات تطلبها الوظيفة، ومن بعدها إثبات الذات.
ومن البديهي أن يكون لدينا عالم من الجيل الجديد العارف ببواطن الأمور، والمبدع، الذي يحمل الشغف والطموح إن وجد الدعم والثقة من أصحاب رؤوس الأموال ومن الشركات -سواء العالمية أو المحلية، ومن خلال رجال الأعمال- ووجدوا الثقة والتمكين لإثبات وجودهم، والارتقاء بالعمل والمنظمة والهيئة والشركة.. وهذه المنظومة لا تأتي من طرف واحد، بل من كافة الأطراف متكاملة ومتعاونة مع بعضها البعض، ودوائر وحلقات، لنرتقي بعملية التمكين والإحلال، وأن يكون ابن البلد وبنت البلد محل اهتمام قادة الشركات ومسؤوليها، ومحل ثقة وإثبات للوجود، ويستحق المكانة التي وصل إليها ويُطَالِب بها.
فالعمل الجاد من قبلكم أيها الشباب مطلب، وأيضاً الثقة وإعطاء الفرص والتمكين والدعم من قبل القطاع الخاص مطلب، لتتمكن الحلقات من الارتباط بعضها ببعض، وتنتعش الحياة الاقتصادية والدورة الاقتصادية، وبالتالي العائد على اقتصادنا الوطني والناتج المحلي، وفعلاً نكون طبَّقنا رؤية 2030 في الاستثمار في العقول وتنميتها، وحقَّقنا تطلعات ولاة الأمر في دعم برامج وأهداف ومبادرات التنمية البشرية، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
