أتمنَّى أنْ ينتبَّه البريدُ السعوديُّ، وغيره من الجهات، إلى ما يفعله النصَّابُونَ من تزييف لمواقع إلكترونيَّة تُشابه مواقعهم، ثمَّ النَّصْبُ الماليُّ المُحترفُ على النَّاس الغافلِينَ!.
قبل أيَّام جاءتني رسالة (sms) أنقلُها هنا بحذافيرهَا كي يحذرَ النَّاسُ من عمليَّات النَّصْبِ التي تُصَبُّ كالمطر على السعوديِّين دونَ العالَمِين:
(مكتب البريد ـنأسف لإبلاغك بأنَّنا غيرُ قادرين على تسليم الطَّرد الخاص بكَ؛ بسبب عدم وجود عنوان.. عنوان التَّحديث https://www.splaonline.top
يُرجى الردُّ بـ»Y»، ثمَّ الخروج من الرِّسالة النصيَّة وفتحها مرَّة أُخْرَى لتفعيل الرَّابط أو نسخ الرَّابط وفتحه في متصفِّح سفاري لديكَ)!.
ورغم علمي بأنَّها رسالةُ نصْبٍ، لكنْ ساقني الفضولُ لمعرفة كيف يتمُّ النَّصبُ؟ ففعلتُ مثلما طلب النَّصَّابُ؛ لأفاجأ بموقع شبيهٍ بموقع البريد السعوديِّ، وتتصدَّره رسالة بأنَّني تأخَّرتُ في استلام الطَّرد، وهناك غرامةٌ ماليَّةٌ مُستحقَّةٌ حسب النِّظام، مقدارُها ريالٌ واحدٌ، وجزءٌ من العشرة من الرِّيال، لأتوهَّمَ -بصفتِي المنصُوب عليه- أنَّ الأمرَ كلَّه آمِنُ؛ بسببِ ضآلةِ الغرامةِ، ثمَّ ظهرت لي شاشةٌ لدفع الغرامة، وفيها طلب معلومات عنِّي وعن عنوانِي، واختيار طريقة التَّسديد بإحدى البطاقات الائتمانيَّة أو مدى!.
ولأنَّي كنتُ (طفشانَ) حينها فقدْ قرَّرتُ التخلُّص من (الطَّفش) والتَّسلية على النَّصَّاب، فوضعتُ رقم بطاقة ائتمانية غيرَ صالحٍ، ليردَّ عليَّ النَّصَّاب فورًا بأنَّ الرقم غير صحيح، ورجاني بأسلوب فندقيٍّ راقٍ أنْ أكتب الرقم الصحيح، مع رقم تاريخ انتهاء البطاقة، والرقم الذي يُوضع خلف البطاقة، ولو فعلتُ ما يطلبه لوجدتُ كلَّ ما في بطاقتِي قد سُحِبَ أو اُشْتُري به بضاعةً من مكانٍ ما حول العالم على حسابِي، فكتبْتُ في خانةِ رقم البطاقة شتيمةً أعتذرُ عن قولها هنا؛ مراعاةً لمشاعر النِّساء والأطفال، ثمَّ حذفتُ الرِّسالة النصيَّة!.
أنا -والحمد لله- (طِلِعْتْ) حذِقًا، لكن هناك غيري كثير ممَّن قد تنطلي عليهم الحيلة القذرة، ويخسرُونَ أموالَهم التي شقُوا في جمعها وادِّخارها، وليت الجهات المعنيَّة تُكثِّف جهودها خصوصًا مكافحة تزييف المواقع الرسميَّة، الذي هو أكبر عامل لانطلاء حيل النَّصب وأخواته، ويا أماننا من كلِّ نَصْبٍ قذرٍ وسافلٍ!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
