Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

عمر في كنيسة.. ويهود في مسجد!!

بضاعة مزجاة

A A
في كلِّ يومٍ، بل في كلِّ لحظةٍ، تُثبتُ إسرائيلُ أنَّها كيانٌ احتلاليٌّ خبيثٌ، لا يريدُ السَّلام مع العرب، وما فعلته خلال ٧٥ عامًا بحُجَّة السَّلام، هو مجرَّد مناوراتٍ، تهدفُ منها تنفيذ مخطَّطاتها المرسومة؛ للهيمنة على الشرق الأوسط سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، وتؤزها على ذلك أمريكا وأوروبا الصليبيَّة وِفْق تعاليم توراتيَّة وتلموديَّة وإنجيليَّة مُحرَّفة!.

خلال الأسبوع الماضي، اقتحم جنودٌ يهودٌ مسجدًا في مدينة جنين بالضفَّة الغربيَّة، ودنَّسوه بأحذيتهم القذرة، وصعد قائدُهم على المنبر، وصلَّى، وألقى تراتيلَ يهوديَّةً فيها عباراتٌ ضدَّ أعدائهم، الذين هم بالطَّبع: العربُ والمسلمُون!.

والمسجدُ ليس في غزَّة التي تُحاربها إسرائيلُ حربَ إبادةٍ جماعيَّةٍ بقنابلَ كثيرةٍ، هي في مجموعها -خلال أكثر من شهرين من استمراريَّة إلقائها- تعادلُ قنابلَ نوويَّةً. وجزئيَّة وجود المسجد في الضفَّة، تدلُّ على أنَّ إسرائيل لا تُفرِّق بين غزَّة والضفَّة، والمعيارُ الذي يجعلها تُحارب، هو وجود مقاومةٍ ضدَّها بالأسلحة، أو الحجارة، أو الورود.. سيَّان، فأينما توجد مقاومةٌ تُحاربها إسرائيلُ بلا هوادةٍ، وهذا هو ديدنُها الأزليُّ، ومَن كانَ ديدنُه هكذَا، فهو ليس بصانعٍ للسَّلام، ولا مُتقبِّلٍ له مهما كانت مُغرياتُ السَّلام، وإسرائيلُ تنشد الحروبَ باسم الدِّين، ولا شيءَ غير الدِّين!.

والفرق بين المسلمين واليهود يظهر في استرجاع أحداث السنة السادسة عشرة من الهجرة، حين استلم الفاروق عمر بن الخطَّاب مفتاحَ مدينة القدس من النصارى، بعد استسلامها للمسلمين، وأمرَ ألَّا يبقى يهوديٌّ واحدٌ في القدسِ، وحين أدركته الصَّلاة خلال تفقُّدِهِ كنيسة القيامة، دعاه البطريرك صفرونيوس للصَّلاةِ فيها، فقالَ له: (مَا كانَ لِي أنْ أُصلِّي في كنيسةٍ، فيَأتِي المسلمُونَ مِن بَعْدِي ويقولُونَ هُنَا صَلَّى عمر، ويبنُونَ عليهَا مسجدًا)، وهذا موقفٌ ينمُّ عن احترام الإسلام للأديان الأُخْرَى، ومقدَّسات غير المسلمين، بل وحمايتها، عَكْس اليهودِ الصهاينةِ الذين يدنِّسُون المساجد ويدمِّرُونها ويقصفُونها على رؤوس مَن فيها، ولا خيرَ يُرجَى من إسرائيل، وهي التي وُلِدَت مِن رحِمِ الحقدِ والغلِّ وكراهيةِ كلِّ ما هو عربيٌّ وإسلاميٌّ، منذُ لحظة مبعث نبيِّنا الخاتم للأنبياء، محمَّد -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- الذي ظنُّوا أنَّه سيكون يهوديًّا، فلمَّا رأوُه عربيًّا عادُوه وعادُونا ليوم الدِّين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store