بدايةً، نتَّفق على مبدأ: «إذا أردتَ النجاحَ غدًا، لابُدَّ أنْ تكونَ قادرًا على تلقِّي العلم اليوم»، وما وصلتَ إلى ما أنتَ عليه إلَّا باجتهادك، وبالتَّالي فلنْ تبقى مكانك، بل سيأخذكَ هذا التعلُّم إلى ما تريد الوصول إليه، أو حتَّى إلى مكانٍ أفضل، فنحن دائمًا بحاجة إلى المزيد من التعلُّم، ولابُدَّ لنا أنْ نعي ذلك، ونفتح آفاقنا وأرواحنا لتلقِّي العلم.
صدقًا، لا يوجد موضوع واحد، أو حتَّى مجموعة من الموضوعات من شأنها أنْ تخدمك، حتَّى المستقبل وتطوراته المستمرة. سأُوضِّح أكثر، إنَّ العيشَ وفقًا لإمكانياتنا، يتطلَّب مواصلة التعلُّم، وإثراء النَّفس، والانفتاح على الأفكار الجديدة، وكذلك التَّجارب الجديدة، والاستماع إلى أفكار الآخرين الملهَمِين، وإلَّا سوف نتوقَّف عن إكمال مسيرتنا عند نقطة محدَّدة لن نتمكَّن من تجاوزها حتَّى نهاية حياتنا، لا نظنُّ أنَّنا نعرفُ كلَّ شيءٍ؛ للمضي قُدمًا في هذه الحياة، ومستحيل لأيِّ شخصٍ ذلك!!.
هناك خمسُ خصالٍ يجب أنْ نغرسها في شخصيَّتنا، لنكون قابلين للتعلُّم، نذهبُ من خلال فشلنا إلى تحقيق نجاحاتٍ مذهلةً:
1- الاستعداد والتوجُّه الذِّهني للتعلُّم: وهذا يحدِّد شكل واتِّجاه كلَّ ما نفعله. إنَّ اتباع المنهج الصحيح لأيِّ شيءٍ يمهِّد الطَّريق لتحقيقِ النَّتائج التي نأملها، مثل الطيَّار عندما يعرفُ أنَّ أهمَّ لحظاتِ الهبوط بالطَّائرة تكمنُ في اتِّباع النَّهج الصَّحيح.
2- تلقِّي العلم بعقليَّة المبتدئ: ما هي أكثر الصِّفات في الأشخاص النَّاجحين؟، هل هي الذَّكاء، أو الشَّغف، أو الإصرار، أو أخلاقيَّات العمل، أو الرؤية المستقبليَّة؟.. قد تكون جميعها، ولكن أفضل وصف لهم بأنَّ لديهم قابليَّة للتعلُّم، بإرادة وقدرة وممارسة.
3- محاسبة النَّفس: الصَّراحة والصِّدق وتقييم النَّفس المستمر، في كلِّ وقتٍ تواجه فيه تحدِّيًا، أو خسارةً، أو مشكلةً، اسأل نفسك: هل أنتَ السَّبب؟، هذا مفتاحُ القابليَّة للتعلُّم، إذا كانت الإجابة نعم، عليك أنْ تكونَ مستعدًّا للتغيُّرات اللازمة.
4- تشجيع الآخرين على مواجهتنا بصراحة، وتقبُّل الانتقاد البنَّاء، فهو وسيلة محفِّزة لقابليَّة التعلُّم.. لا تهاجم كلَّ مَن يُحاول أنْ يُصارحك بحقائق عنك، أو عن سلوكيَّات يجب أنْ تتنبَّه لها، أو ملاحظات من شأنها مساعدتك وتقويم مسارك.. استمع جيدًا، واعرف بأنَّ الحكمة هي مكافأةٌ نحصل عليها مقابل عمر من الإنصاتِ، وليس عبر التحدُّث.
5- تعلم شيئاً جديداً كل يوم، فيوم واحد كافٍ لجعلنا: إما أكبر قليلا، أو أصغر قليلا.. الناس لا تنمو وتتحسن بالقفزات الكبيرة، بل بالتغيرات الصغيرة المتراكمة والمستمرة يومياً.. إن العادات التي نمارسها كل يوم؛ إما أن تصنع منك شخصاً ناجحاً، أو أنها تكسرك، فاجعل التعلم عادتك اليومية، فقد لا تغير حياتك بين عشية وضحاها، ولكنها تغير أيامك للأبد.
(النَّجاحُ لا يتعلَّق أغلبُه بامتلاكِ الموهبةِ الطبيعيَّة، بل باختيارِ التعلُّم).
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
