يشكّل معرض «موطن أفكاري» تجربة مؤثرة وملهمة للزوار، ينقلهم بإلهام عبر الزمان إلى المحطات والذكريات التي شكّلت ريشة الأمير خالد الفيصل، وصاغت كلماته وبعثت الروح في لوحاته وأعماله الخالدة، وجعلت من تجربته الثرية إضافةً وطنيةً قيّمة.
ويُبرز المعرض المشاعر السامية التي ألهمته، وانعكست جميعها في شخصية الأمير، والشاعر، والمثقف، الذي ارتبط بالزمان، والمكان، وافتخر بموروثه، وتغنّى بوطنه، ومواطنيه في أشعاره، وإنتاجه الأدبي، وأبدعتها ريشتُه في لوحات مفعمة بالجمال.
متعدّد الإبداعات والعطاء
تُمثّل شخصية الأمير خالد الفيصل رمزاً ثقافياً؛ لتعدّد إبداعاته، وأوجه نشاطه وعطائه؛ فهو شاعر، وفنان وراعٍ للأدب والأدباء؛ نثر إبداعه في مجالات عدة، فمن الشعر إلى الأدب، ومنهما إلى الفن التشكيلي، و جادت قريحته الشعرية بما يصل إلى 480 قصيدة، ووصل إنتاجه الفكري إلى 18 كتاباً، ولطالما اهتم «الفيصل» بالفكر، والثقافة، ووثقت ذلك دواوينه، وعبّرت ريشتُه بأروع اللوحات التي تمتزج ألوانها مع الأشكال التعبيرية؛ فجعل من اللوحة مُتمِّمةً للبيت الشعري. وامتزج شعرهُ بالطبيعة دون أن يخرج عن حد المألوف في قصائده؛ فأبدعت أنامله في تصوير ووصف مظاهر الطبيعة الساحرة للمملكة، مستعيناً بألفاظ عكست ولعه بجبال المملكة، وسهُولِها ورُباها.
رحلة ثقافية ثريّة
معرض «موطن أفكاري» تنظمه هيئة الفنون البصرية خلال الفترة من 23 ديسمبر الجاري إلى 3 يناير 2024، ويستقبل الزوار يومياً من الساعة 2:00 مساءً إلى الساعة 10:00 مساءً، في قصر حطين بمدينة الرياض، ويعد معرضاً استثنائياً، يستكشف ويعرّف بالمساهمات الإبداعية للفيصل في عالم الثقافة والفن والأدب.
ويعد المعرض مكاناً فريداً يستكشف الجوانب المتعدّدة لسمو الأمير خالد الفيصل بصفته شاعرًا، وفنانًا، تقلّد مناصب متعدّدة على مدى عقود طويلة، حيث يتعرّف الزوار من خلال رحلة ثقافية ثريّة، على الجانب الثقافي والأدبي لسموّه عبر عرض مجموعة من أشعاره، وفنونه التشكيلية.
«المُلّهَم».. و «المُلّهِم»
وشهد اليوم الأول من افتتاح المعرض حضور مجموعة من المسؤولين، ونُخبة من روّاد المجال الثقافي والفني المحليين والعالميين، إضافة للمهتمين في مجالات الأدب والثقافة والفنون.
وُقدّمت أنشطة ومؤثرات تصويرية وسمعية متناغمة، واستمتع الزوّار بجولات تعريفية خاصة عبر أروقة المعرض، ومشاهدة مقتنياته الفنية القيّمة، واستمعوا إلى فقرات موسيقية مُختارة من القصائد المغناة للأمير خالد الفيصل.
ويتخذ المعرض سرداً فنياً خاصاً يتلخّص في مسارين رئيسيين هما: الرجل «المُلّهَم» الذي يستمد إلهامه وإبداعه عبر توظيف اللغة، والكلمة، والحرف العربي في صياغة الشعر والأدب، مستلهماً من روح الوطن وأصالة أهله.
أما المسار الثاني فتمثّلَ في الرجل «المُلّهِم» الذي أسهم في إلهام أجيال من المفكرين، والفنانين، والشعراء، وروّاد الموسيقى بالعالم العربي على مرِّ عقود عديدة.
ويشتمل برنامج المعرض على باقة من الأنشطة، والبرامج النوعية الفنية والثقافية ذات القوالب الحوارية، والشعرية، والموسيقية الفريدة.
