Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

عام مضى.. وعام قادم!

A A
العام الذي نودِّعه محمَّل بأزمات تثقلُ كاهلَ كلِّ الدول، (صغيرها وكبيرها.. غنيها وفقيرها)، وتنعكس على سكَّان المعمورة في كلِّ مكان، ولا يوجد في الأفق بوادر حلول تبعثُ على التَّفاول بأنَّ القادم سيكون أفضل.

النِّظام العالميُّ في حالة اضطراب وتوترات واختناقات، بداية من مجلس الأمن، الذي أصبح «الفيتو» يعيقُ كلَّ قراراته التي يُفترض أنْ تتصدَّى للأزمات، وتحدَّ من التَّوترات الجيوسياسيَّة، وتنقذَ البشريَّة من أخطار دمار، قد ينال الجميع، بعد أنْ أصبحَ العالمُ يعيش فوضى في كلِّ مكان، وكلُّ دوائر القرار الكُبْرَى تشاركُ في خلقِها خاصَّةً الدُّول الكُبْرَى، التي تملك أسلحة الدَّمار الشَّامل، وحقَّ الفيتو في مجلس الأمن الدوليِّ.

وبعد أنْ أصبح العالمُ على حافَّة حربٍ كونيَّةٍ ثالثةً؛ بسبب الدَّعم الأعمى، والسِّياسات الخاطئة، لما تقوم به إسرائيلُ في غزَّة، فإنَّ لسانَ الحالِ مَن سيكونُ المنقذ من دمار شامل محتمل، لن يستثني أحدًا؟ والتَّوجس من سيناريو الظَّلام القادم، الذي يطلُّ على العالم في العام الجديد، الذي يبدأ بحالةٍ من الفوضى العارمة، على مستوى القمَّة في الأمم المتَّحدة، ومجلس الأمن، ولا أحدَ ينوي أو يستطيع إيقافها.

هذا الطَّرحُ الذي يعبِّر عن واقع مؤلم، وتوجُّس مخيف من القادم، وما يحمله لأجيال تبدأ العام الجديد، وهي في حيرة من أمرها، وتتساءل إلى أين المصير؟ ثلاث حروب تدورُ رحاها في ثلاثِ مناطق من العالم، ومصدرها واحدٌ.. الدُّول الكُبْرَى.

أوكرانيا، وحلف النيتو.. وغزَّة والصِّراع على فلسطين.. وأمريكا القائد الرئيس في حلف النيتو، والقارة الإفريقيَّة.. والصِّراع على السُّودان، وما يجري بين روسيا والصِّين من طرف.. وأمريكا وحلف النيتو من طرفٍ آخر.

هذا طرحٌ لا يدخل في التَّفاصيل، ولكن في عصر العولمة والسوشيال ميديا، أصبحت المعلومات التي لا تُسرُّ متاحةً لكلِّ مهتمٍّ بشؤون الحياة؛ للاطَّلاع والاستنتاج والاستشراف أيضًا.. كل من زاويَّته.

المخاطر البيئيَّة، والكوارث الطبيعيَّة أيضًا تشكِّل تحدِّيات استثنائيَّة، ينبغي أن تتوحَّد كلُّ الجهود العالميَّة للتصدِّي لها، حيثُ لا أحدً مُعفَى من المسؤوليَّة.

على مستوى منطقة الشَّرق الأوسط، فإنَّ الحرب على غزَّة، ومخطط الصِّراع الصهيونيِّ على فلسطين، وما ترتكبه الصهيونيَّة العالميَّة من جرائم حرب، ضد المدنيِّين في غزَّة والضفَّة الغربيَّة، بدعم مطلق من أمريكا، ودول حلف النيتو الأُخْرى يجعلُ المنطقة في حالة توتر مستمر، يعيق توجُّهات دول مجلس التَّعاون الخليجيِّ العربيِّ للتَّنمية المُستدامة.. ولكن إرادةَ الدُّول بمواردها الطبيعيَّة، وكونها المصدر الرئيس في العالم للطَّاقة، ورؤاها الواضحة، وقواها النَّاعمة تشكِّل درجةً من الاطمئنان بفضل مشاركاتها الإيجابيَّة على المسرح الدوليِّ..

الاستثمارُ في التَّعليم العالي في الخارج، بدأ يُعطي ثماره من خلال المشاركة الفعَّالة في مشروعات التَّنمية المحليَّة في كل مناطق المملكة العربيَّة السعوديَّة على وجه الخصوص.

حفظ الله قيادتنا الرَّشيدة، وأدام على وطننا الغالي الأمن والرَّخاء والاستقرار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store