* أعلنت وزارة الموارد البشريَّة، والتَّنمية الاجتماعيَّة، عن بدء سريان (توطين) ثلاث مهن، هي (المحرِّك) في قوام أيِّ اقتصادٍ، مهن أثقُ أنَّ خطوة (توطينها) لها ما بعدها، فيما يتعلَّق بتأسيس (ثقافة)، وتغيير نظرة سائدة تجاه تلك المهن، التي (عانت) رغم أهميَّتها، وكونها تمثِّل في ميزان العائد منجمَ ذهب من (عزوف) أبناء الوطن.
* ذلك العزوف لا شكَّ أنَّ له أسبابه الجوهريَّة، وإنْ تجاوزنا عقبة النظرة الدونيَّة تجاهها، التي يؤكد الواقع انحسارها بشكل لافت، فإنَّ من المهم جدًّا ألَّا نُغفل (هيمنة) العمالة الوافدة، التي لم تبلغ ذلك المدى من النُّفوذ إلَّا لعدم وجود مَن يزاحمها من أبناء الوطن، مع عدم إغفال أثر (جريمة) التستُّر في تعميق الفجوة بين أبناء الوطن، ودخول هذا الميدان، الذي تسجِّل فيه الوزارة خطوات (متسارعة) باتِّجاه ضبطه، وإحكام قيادته باتِّجاه ما يُؤمَّل منه من عائد على الوطن، والمواطن، وهو ما يؤكِّد على أهميَّة هذه الخطوة، التي تمثِّل (نقلة) نوعيَّة لن يطول أمد انتظار أثرها، بل إنِّني على ثقة من أنَّها سوف تفتح آفاقًا رحبةً، نحو ارتفاع النِّسبة، وصولًا إلى السَّعودة الكاملة، والمنتظرة.
* فتوطين مهن المبيعات بنسبة 15%، والمشتريات بنسبة 50%، وإدارة المشروعات بنسبة 35%، خطوة (رائدة) يؤكِّد عليها، وعلى أهميَّتها (ثقل) مجالاتها، ومتى ما تمَّ تحقيق تلك النِّسب فسيلمسُ الجميعُ كم هي مهمَّة هذه الخطوة، التي وإنْ تأخَّرت فإنَّه يتحقَّق فيها صراحة المثل الدَّارج: (ما يبطي السيل إلَّا من كبره).
* بقي في ظلِّ ما أكَّدتْ عليه الوزارةُ من أنَّها ستقدِّم حزمةً من المحفِّزات، والدَّعم لمساندة منشآت القطاع الخاص في توظيف أبناء الوطن (استقطابًا، وتدريبًا، وتأهيلًا، ومتابعةً، وأولويَّةً في الاستفادة من كافَّة برامج دعم التَّوطين، وبرامج الدَّعم من خلال صندوق هدف) أنْ تراقب بحزم، ما سيصاحب هذه الخطوة من (معوِّقات)، يصنعها ممَّن يرى فيها ضررًا على مصالحه، فيحاول مع كلِّ خطوة بناء تفعيل معاول الهدم.
* في جانبِ أبناء الوطن، فإنَّ التّردُّد، وعدم مجالدة، ومزاحمة العمالة الوافدة في مثل هذه المواقع الاقتصاديَّة الهامَّة، بقدر ما يفتح المجال أمامهم نحو المزيد من التوسُّع، والهيمنة، فإنَّه يسهم في إضاعة هذه الفرصة، التي جاءت على طبق من ذهب، مصحوبة بدعمٍ كاملٍ من وزارة الموارد البشريَّة والتَّنمية الاجتماعيَّة، التي وضعت بهذه القرارات (النَّصر) الكُرَة في ملعبكم، فما أنتم فاعلُون؟ وعلمي وسلامتكم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
