* أيُّها الأعزاءُ، بما أنَّنا نعيشُ بدايات العامِ الميلاديِّ الجديدِ، فقد تعوَّدتُ على طرح قاعدتي (إدارة الوقت، وفن ترتيب الأولويَّات)؛ لأنَّ علماء الاجتماع يرون بأنَّهما من أهمِّ أدوات صناعة الإنسان لنفسه؛ فمن الظَّواهر السَّيئة التي نعانيها في عمومنا، أسلوب إدارتنا للوقت، وإصابتنا بداءِ التَّسويف والفوضويَّة، وتجاهل الأولويَّات على المستوى الفرديِّ أو العائليِّ أو المجتمعيِّ.
*****
* وهذا كلُّه ينعكسُ سلبًا على الشأن العام، والنَّتيجة سنواتٌ وسنواتٌ تتأجَّل فيها المشروعات الأهم في حياتنا، لتتقدَّم عليها المشروعات الأقلُّ أهميَّة، بينما الشُّعوب المتقدِّمة يهتمُّون كثيرًا بعلم وفن إدارة الزَّمن، وألَّفوا في ذلك الكثيرَ من الكُتب المبنيَّة على الدِّراسات والتَّجارب.
*****
* ولعلَّ من أبرز تلك الكُتب وأكثرها وضوحًا وتنظيمًا، كتاب (ابدأ بالأهمِّ ولو كان صعبًا)، لـ(برايان تريسي)، فبين طيَّاته مجموعة من الطُّرق النَّاجحة لإدارة الوقت والقضاء على التَّسويف، وإنجاز العمل في أقصر وقت، وهذه إطلالةٌ سريعةٌ على هذا الكتاب علَّنا نفيدُ منه.
*****
* المؤلفُ يبني كتابه ومقترحاته على تجربته الشخصية، وخبرته في هذا المجال، فيبدأ بالتأكيد على أهمية اكتساب عادة ترتيب الأولويات؛ فالشخص العادي الذي يُنمِّي عاداته بالبدء بالأولويات وإنجاز المهام الكثيرة بأسرع وقت، يمكن أنْ يتفوق على الشخص النابغة الذي يتكلم كثيرًا، ولديه خطط رائعة، لكنه لا ينفذ منها على أرض الواقع سوى القليل.
*****
* (برايان تريسي) يؤكد في مؤلفه أيضاً، على أهمية ترتيب المهام، والبدء بالأهم الأصعب من خلال ترديد مقولة قديمة تشهد فتنطق: (إذا كان أول شيء تفعله كل صباح هو أكل ضفدعة حية، فإنكَ ستكون راضياً طوال اليوم؛ لأنكَ تعرف أن هذا سيكون أسوأَ شيء يحدث لك طيلة النهار، وإذا كان عليك أكل ضفدعتين، فابدأ بالأبشع منهما).
*****
* طبعًا (الضفدعةُ هنا) رمزٌ لواجبِكَ الأكبر والأهمِّ والأصعبِ، وهي المهمَّة التي لها الوقع والأثر الإيجابيُّ العظيمُ على حياتِكَ ونتائجها الحاليَّة أو المستقبليَّة.
أعزائي -الآن- وبعدَ التهامنا لضفادعنا البشعة، تأتي محطَّة رسم خطواتنا المستقبليَّة، وهذا ما سوف نتعرَّف عليه يوم الخميس المقبل -بإذن الله تعالى- وسلامتكم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
