Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

بنوكنا.. وكبار السن!

A A
* أحسنت وزارة الصحة بطرحها بطاقة (الأولوية) لكبار السن، وهي بطاقة تُستخرج مجاناً وإلكترونياً لكل مواطن ومواطنة تجاوز الستين، لتسهيل وتسريع الإجراءات المقدمة له داخل المنشآت الصحية، كالأولوية في الحصول على الخدمات، وتقليل مدة الانتظار، بالإضافة إلى تيسير تنقله بين المنشآت، وسرعة الحصول على الخدمات العلاجية.. وهي خطوة جيدة جداً باتجاه تقدير كبار السن من المواطنين، الذين تتسابق معظم الجهات الحكومية في تقديم الكثير من الخدمات والتسهيلات لهم في الفترة الأخيرة.

* وحدها البنوك - للأسف - ما زالت متأخرة في هذا الجانب الإنساني والوطني، فالخدمات المقدمة للمتقاعدين وكبار السن لا تزال بعيدة جداً عن المأمول، وبعيدة أيضًا عن قدرات البنوك وإمكانياتها الضخمة، فما يُقدَّم لهم من منتجات بنكية، وخدمات وتسهيلات مصرفية أقل من المتوقع بكثير، رغم حاجة هذه الشريحة تحديداً للدعم والتقدير والمساعدة، نظراً لعدم معرفة الكثيرين منهم للتعامل مع التطبيقات، وربما حتى أجهزة الصراف الآلي، مما قد يُعرِّضهم للخطأ، فضلاً عن الاستغلال والسرقة.

* للأمانة والإنصاف؛ المصارف ليست سواء في تعاملاتها مع هذه الفئة العزيزة، لا من حيث الفرص والقروض البنكية التي يُحرمون منها بحجة كبر السن، ولا حتى من ناحية حُسن التعامل والأولوية كذلك. يقول أحد المتقاعدين متذمراً من التعامل الذي يجده في أحد البنوك وكأنه يشتكي الجحود: «المعاملة في البنك تخضع لمزاجية الموظفين؛ وشهامتهم الشخصية في تقديم المساعدة للكبار، أتعامل مع البنك منذ سنوات طويلة، لكن هذا لا يشفع لي، وأحياناً كثيرة اضطر للانتظار طويلاً».

* التناقض المضحك أن المتقاعد الذي يصل عمره سبعين عاماً لا يتم إقراضه، رغم أنه ربما يكون قد قضى نصف هذا العمر أو أكثر قليلاً وهو يدعم البنك بوضع راتبه، وادّخار أمواله فيه، دون الحصول على أي فوائد، كما يحدث في البنوك الأجنبية.. ولو تحصَّل على نصف هذه الفائدة، لفاقت ربما مبلغ القرض الذي يتمنّعون عن إعطائه له!. لذا فإن من أبسط متطلبات رد الجميل لمن تُسمِّيهم بعض البنوك (الشركاء)؛ وضع مكاتب خاصة لاستقبالهم وخدمتهم بشكل لائق، أو إدخالهم ضمن عملاء التميز VIP، بالإضافة لتخصيص منتجات بنكية خاصة بهم، والتيسير عليهم في شروط الإقراض بشكل يتناسب مع شراكتهم الطويلة، فالبعض يمكن اعتبارهم من المؤسسين.

* إجمالاً، يمكن القول إن خدمات البنوك وما تقدمه لكبار السن لا يتناسب إطلاقاً مع النقلة النوعية الكبيرة التي تعيشها بلادنا، تحت مظلة الرؤية المباركة؛ وبرامج التحول الوطني التي غيرت كل شيء تقريباً.. ومعظمها إن لم يكن جميعها بحاجة لإعادة النظر مرة أخرى.. فهل تستجيب بنوكنا الموقرة؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store